أحدثت مقالة نُشرت في موقع شبكة الـ CNN غضبا في إسرائيل. تعرض المقالة 25 موقعا أثريا عالميا “على وشك الانقراض” والتي يُنصَح بزيارتها “قبل فوات الأوان”. الموقع الأول الذي يظهر في القائمة هو القدس القديمة، مع الإشارة إلى قبة الصخرة تحديدا.
بحسب ما ورد في الموقع، سجلت البلدة القديمة في القدس “رقما قياسيا” طوال الوقت الطويل الذي بقيت فيه في قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية العالمية المهددة للتعرض إلى خطر الانقراض. فهي في القائمة منذ عام 1982.
وورد عن القدس القديمة أنها “مدينة مقدسة لثلاث ديانات، تستقطب ملايين السياح لأكثر من 200 موقع ومبنى، من بينها قبة الصخرة المثيرة للإعجاب. إلا أنّ التوتر السياسي صعّب العلاقات بين اليونسكو وإسرائيل، والآن يمنع تطوير مخططات الحفاظ على المعالم”.
صحيح أن هناك توتر كبير فيما يخص البلدة القديمة في القدس، خاصة فيما يخص الحرم الشريف وحائط المبكى المحاذي له، إلا أنه ليست هناك علاقة بين العلاقات بين إسرائيل واليونسكو وبين مخططات الحفاظ على المعالم التي يتم إلغاؤها، بل الحفاظ المتطرف على الوضع الراهن، خاصة على يد الوقف الإسلامي (برعاية إسرائيل والأردن واللتين تخشيان من تصاعد الأحداث في المنطقة) الذي يمنع أي تغيير في المكان، سواء كان ذلك التغيير تجديدات أو حفريات أثرية مهمة.
في السياق ذاته، من الجدير بالذكر أن الوقف الإسلامي لا يمنع الباحثين فحسب من إجراء حفريات أثرية في الأقصى، وهو المكان الذي كان عليه في الماضي هيكلان يهوديان، بل هناك أيضا شهادات ودعاوى تفيد أن الوقف والعاملين فيه يدمرون أدلة تاريخية هامة عن الهيكل، المكان الأقدس عند اليهود.
في كلتا الحالتين، يبدو أن هناك مبالغة من جهة المقالة واليونسكو، حيث من المرجح أن المساجد في الأقصى ستبقى لفترة طويلة (على عكس مبان تاريخية كثيرة فاخرة في سوريا آخذة بالتلاشي، لكن لم يتم ذكرها في المقالة بتاتا).
تظهر مواقع أخرى في الشرق الأوسط في المقالة وهي المعابد النبطية في البتراء، “المدينة الحمراء” في الأردن، فهي معرّضة لخطر لأنه تم بناؤها من حجارة من الرمال القابلة للانهيار، التي لا تسلم من لمس السياح ومن الظواهر الطبيعية كالمياه والرياح، وأيضا المباني القديمة في بيروت، والتي تضررت كثيرا خلال الحرب الأهلية، والآن هي في خطر الانقراض بسبب مخططات تطوير العقارات. نجد في القائمة أيضا مبانِ في برلين، طوكيو، أثيوبيا، إيطاليا، روسيا، وبريطانيا، ولكن القدس هي المدينة الوحيدة في القائمة حيث تتعرض المباني فيها إلى الخطر بسبب التوتر السياسي والأمني.