يظهر استطلاع “للواشنطن بوست” وشبكة التلفزة ABC الذي نشر أمس (الثلاثاء)، أن الجمهور الأمريكي قد بدأ يتخلى عن المعارضة الشديدة للعمليات الأمريكية التي تشبثت في الولايات المتحدة بعد حرب فيتنام وتعززت بعد حرب أفغانستان والحرب العبثية التي شنّها الرئيس السابق، جورج بوش، في العراق.
تشير نتائج الاستطلاع إلى الدعم الكبير للقصف الجوي لأهداف داعش في العراق وسوريا. ليس بالصدفة، بدأ دعم القصف بالتعاظم بعد أن رفعت داعش للشبكة مقاطع مسجلة توثق قطع رأس الصحفيَيْن الأمريكيَيْن جيمس فولي وستيفن سوتلوف. يرى 90% من الأمريكيين بالتنظيم الإرهابي تهديدًا جديًّا على المصالح الحيوية للولايات المتحدة ويقول 60% منهم إنه تهديد “جدي للغاية”.
بالمقابل يُظهر الاستطلاع، أن دعم رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، في أدنى درجات الحضيض الذي سُجل على طول فترة رئاسته، وأن أغلب الأمريكيين يعتقدون أنه حذر أكثر مما ينبغي.
رأى الاستطلاع النور يومًا قبل خطاب أوباما للأمة، الذي ينوي فيه وصف الخطوط الاستراتيجية لحكومته للقضاء على داعش، توازيًا مع غزارة التصريحات للمشرعّين، الديموقراطيين والجمهوريين، حول ضرورة الضرب بيد من حديد التنظيمات الإرهابية الإسلامية المتطرفة. لقد بدأ تأييد المشرعين للعملية العسكرية ضد داعش، مثل دعم الجمهور، بالتصاعد مؤخرًا فقط.
على ضوء ذلك، يبدو أن شعب الولايات المتحدة يطلق للحكومة والكونغرس يدًا حرة في توجيه ضربة قاضية لداعش. حسب نتائج الاستطلاع، 71% من الأمريكيين يدعمون القصف الجوي في المنطقة العراقية، مقارنة بـ 54% قبل أسابيع ثلاثة و 45% منذ حزيران. من بين المجيبين الذين يعتقدون أن أوباما حذر أكثر مما ينبغي، تبلغ نسبة المؤيدين للقصف حتى 82%. من بين أولئك الراضين عن الطريقة التي يدير بها أوباما سياسته الخارجية، يؤيد 66% منهم القصف الجوي.
كذلك تحظى الهجمات المحتملة في سوريا بدعم قوي. يؤيد 65% من المجيبين هذه الهجمات، وهي ضعف نسبة الداعمين لقصف أهداف نظام الأسد في رد على رفضه التنازل عن سلاحه الكيماويّ، قبل سنة.
سُجل أيضًا ارتفاع بنسبة التأييد لمنح الدعم العسكري للقوات الكردية التي تقاتل المتطرفين الإسلاميين – من 45% في آب، حتى 58% الآن.
كما يُتوقع، تأييد كبير لرفع مستوى العمليات العسكرية ضد داعش وخاصة في أوساط الجمهوريين، لكن أغلب الديموقراطيين يؤيد أيضًا القصف في العراق وسوريا.