سيأتي الموعد النهائي الذي وضعته القوى العظمى وإيران لتحقيق اتفاق يمنع إيران من التوصل لسلاح نووي بعد أقل من شهر. وقد التقى اليوم (الأحد) في عُمان ممثّلون عن إيران والقوى العظمى ومن المرتقب لاحقا أنّ يتم عقد لقاءات في جنيف في بسويسرا. يقول منتقدون أنّ الاتفاق مع إيران سيحقّق نتيجة عكسية فقط؛ سيحافظ على التكنولوجيا لدى إيران وسيمكّنها من بناء قنبلة في المستقبل. حين نحلّل الصفقة التي قد يتم التوقيع عليها أو لا في الأيام المقبلة، فمن المفضل أن نعرف هذه الأمور:
1. لماذا هناك أزمة؟
باختصار: لأنّ القوى العظمى العالمية تشتبه بأنّ إيران لم تكن صادقة في برنامجها النووي وبشأن سعيها للحصول على القدرة على بناء قنبلة نووية. تزعم إيران أنّها تملك الحقّ بامتلاك الطاقة النووية وتؤكد أن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية فحسب، ولكن التقارير وصور الأقمار الصناعية تشير إلى واقع مختلف.
2. لماذا استمرّت الأزمة وقتًا طويلا إلى هذا الحدّ؟
كُشف عن برنامج إيران النووي للمرة الأولى على العلن عام 2002، عندما كشف تنظيم معارض عن نشاطات سرية تشمل إقامة مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز ومنشأة للمياه الثقيلة في أراك. يمكن استخدام اليورانيوم المخصّب لصناعة أسلحة نووية، ويحتوي الوقود الذي في منشأة المياه الثقيلة على البلوتونيوم الذي يناسب القنبلة. ونتيجة لهذا الاكتشاف، وافقت الحكومة الإيرانية على الإشراف من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذكرية. ولكن لم تنجح تلك الوكالة في الموافقة على مزاعم إيران والتي بحسبها فإنّ البرنامج النووي هو فقط لأغراض سلمية وأنّ الجمهورية لا تحاول تطوير أسلحة نووية.
أدى هذا الوضع بالولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا إلى الضغط على إيران لإيقاف تخصيب اليورانيوم، والذي يمكن استخدامه لأغراض مدنية ولكن أيضا – إذا كان تركيز اليورانيوم النشط هو 90% فما فوق – لصناعة قنابل ذرية. ولكن فوز محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة عام 2005 جمّد كلّ تقدّم في المحادثات، ووجّهت الوكالة الدولية القضية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن انتهكت إيران معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والتي كانت قد وقّعت عليها. ومنذ ذلك الحين، اعتمد مجلس الأمن ستّة قرارات مختلفة تطالب إيران بإيقاف تخصيب اليورانيوم. وقد اشتمل بعضها على عقوبات. عام 2012 بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أخرى على صادرات النفط والبنوك الإيرانية، مما أدى إلى أضرار كبيرة في الاقتصاد الإيراني. ورغم ذلك، استمرّت إيران في تخصيب اليورانيوم. عام 2009 تم الكشف عن وجود منشأة جديدة تحت الأرض في بوردو.
وفي محاولة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني، أقيمت جولات عديدة من المفاوضات بين إيران والقوى العظمى الست العالمية، والتي تتضمّن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين وروسيا، بالإضافة إلى ألمانيا. لم تحرز المفاوضات خلال سنوات تقدّمًا كبيرًا. ولكن وفقا لشبكة BBC، فقد تغيّرت الأجواء بعد انتخاب حسن روحاني ليكون رئيس إيران الجديد في شهر حزيران عام 2013. بعد خمسة أشهر من ذلك، وفي أعقاب محادثات سرّية بين الولايات المتحدة وإيران، اتفق المفاوضون على صفقة مؤقتة.
3. على أي شيء اتفق الطرفان؟
في إطار الاتفاقات التي توصل إليها الطرفان والتي خرجت إلى حيّز التنفيذ في كانون الثاني عام 2014، وافقت إيران على تجميد صناعة اليورانيوم المخصّب فوق مستوى 5% من النقاء، والتزمت بتمييع أو تغيير مخزون اليورانيوم المخصّب في مستوى 20% والذي تملكه إلى شكل من أشكال الأكسيد. وعدت إيران بأنّها لن تقوم بتثبيت أجهزة طرد مركزي جديدة لليورانيوم ولن تبني منشآت تخصيب جديدة أيضًا. وقد وافقت إيران أيضا على عدم تجهيز أو تزويد المفاعل في أراك بالوقود أو بناء منشأة لإعادة تصنيع الوقود هناك. وبينما بقيت معظم العقوبات الدولية قائمة، فقد وافقت القوى الستّ العظمى على السماح لإيران بإعادة مبالغ ضخمة من الأموال التي ربحتها من مبيعات النفط والتي تم الإغلاق عليها في حسابات أجنبية. وقد حصلت إيران أيضا على بعض التسهيلات الأخرى.

4. هل سيتم تحقيق اتفاق نهائي هذا الشهر؟
حذّر دبلوماسيّون، منذ بداية المفاوضات على اتفاق نووي شامل، بأنّه لا تزال هناك فجوات بين إيران والقوى العظمى. ولكن كلا الطرفين قال إنّ جولات المحادثات الستّ التي عُقدت بين شهر كانون الأول وشهر تموز عام 2014 قد أنتجت تقدّما كبيرًا، يشمل تدابير للحدّ من إنتاج البلوتونيوم في أراك. ومع ذلك، فقد وجّه كلا الطرفين أيضا الاتهامات لبعضهما البعض بوضع مطالب غير واقعية، وخصوصا في موضوع تخصيب اليورانيوم. ترغب القوى العظمى بتخفيض كبير في قدرة التخصيب الإيرانية الحالية وتعتقد أنّ إيران لا تحتاج إلى إنتاج كميات كبيرة من الوقود بقواها الذاتية لأنّ روسيا تساعدها بذلك. وبالإضافة إلى ذلك، ترغب القوى العظمى بأن تقلّص إيران من نشاطات البحث والتطوير الخاصة بها. ويقول محلّلون بأنّ فريق المفاوضات الإيراني سيناضل من أجل الدفاع عن اتفاق لا يحدّ من قدرات التخصيب الحالية للبلاد. وسيكون من الصعب على الفريق الغربي كما يبدو أيضا أن يمضي صفقة تبقي لإيران القدرة على إنتاج اليورانيوم بسرعة لأغراض عسكرية.
5. لماذا يُشتبه بإيران بمحاولتها للتوصل إلى سلاح نووي؟
صرّح المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامئني، عام 2009 بأنّ بلاده ترفض السلاح النووي وتحظر استخدام وتصنيع هذا النوع من الأسلحة. ولكن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية زعم عام 2011 أنّ إيران تقوم بأنشطة لتطوير أسلحة نووية. لفت التقرير الانتباه إلى المنشأة العسكرية في “بارتشين”، جنوب طهران، والتي لم تستطع الوكالة زيارتها منذ العام 2005. وقد مزجت التجارب التي تمّت هناك بين متفجّرات وهي تشير إلى تطوير سلاح محتمل. في شهر أيلول عام 2014، أعلمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بأنّها لم تنجح بشكل كاف في تفسير القضايا العالقة المتعلّقة بالأبحاث التي أجريت حول الصواعق المستخدمة في تشغيل الأسلحة النووية. وتواصل إيران أيضا رفضها للسماح للمراقبين بزيارة بارتشين.
6. كيف تبرّر إيران رفضها للالتزام بقرارات الأمم المتحدة؟
إنّ التكنولوجيا المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بالمستوى المطلوب للطاقة النووية تستخدم أيضا لتخصيبه بمستوى تركيز عال يصل إلى 90% ويسمح بتصنيع السلاح. أخفت إيران برنامج التخصيب الخاص بها على مدى 18 عامًا، ولذلك قال مجلس الأمن إنّه حتى تتضح نهائيا نوايا إيران الحقيقية، فعليها أن تتوقف عن التخصيب وعن نشاطاتها النووية الأخرى. وتقول إيران من جهتها إنّها ببساطة تقوم بما يُسمح لها في إطار المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية. تسمح هذه المعاهدة للدول الموقعة عليها بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه كوقود لتوليد الكهرباء. يجب على الدول الموقعة على المعاهدة أن تبقى تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إيران واقعة تحت الإشراف، ولكن ليس تحت أقسى الظروف الممكنة لأنّها لن توافق عليها.
هناك حجة شائعة من قبل المسؤولين الإيرانيين وهي أنّ بلادهم لن تطوّر أبدًا سلاحا نوويا لأنّ المرشد الأعلى لها، خامنئي، أصدر فتوى دينية تحظر تطوير الأسلحة النووية واستخدامها. ومع ذلك، فإنّ دراسة أجراها معهد ميمري لم تجد مثل هذه الفتوى وأوضحت أنّها عبارة عن خدعة دعائية.
7. هل بإمكان إيران صناعة قنابل ذرية فيما لو أرادت ذلك؟
هناك وجهات نظر متباينة حول هذا الموضوع. قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في شهر نيسان عام 2014 إنّ إيران تملك القدرة على إنتاج اليورانيوم لصنع قنبلة نووية خلال شهرين من لحظة اتخاذ القرار للقيام بذلك. ولكن، بحسب كلامه، لا يعني هذا أن لدى إيران الآن رأس نووي أو منظومة إطلاق ملائمة. قيلت هذه التصريحات أيضا قبل ثلاثة أشهر من تحويل إيران كلّ اليورانيوم المخصّب بمستوى 20% لأشكال ذات خطر أقلّ في استخدامها لأغراض عسكرية. وفقا للتقديرات، فإنّ كل تصنيع لقنبلة سيتمّ بسرّية، ولذلك من الصعب تقدير الجدول الزمني لإنتاجها.
8. ما هي المنشآت النووية في إيران؟
أراك – مفاعل للمياه الثقيلة.
بوشهر – محطة توليد طاقة نووية.
جاتشين – منجم لليورانيوم.
نطنز – مفاعل لتخصيب اليورانيوم.
قم – مفاعل لتخصيب اليورانيوم.
أصفهان – مفاعل لتحويل اليورانيوم.
بارتشين – منشأة لتطوير السلاح النووي.
نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز