بعد خمسين يوما على بداية الحرب، تصل نسبة تأييد الجمهور الفلسطينيّ لحماس إلى نتائج لم يسبق لها مثيل. إذ أنّ حماس، ولأوّل مرة منذ عام 2006، تُعتبر قائدة الشعب الفلسطيني وذلك وفقا للشعب ذاته. وكذلك بعد جولتَيْ الصراع في العامَين 2009 و 2012، اعُتبرت حماس أيضا المنتصرة على إسرائيل، ولكن يتم الحديث الآن عن تغيُّر جذريّ هامّ وغير مسبوق.
يعتقد 94% من الفلسطينيين أنّ حماس قد تدبّرت الحرب بصورة جيّدة
فوفقًا للاستطلاع الذي أقيم على يد المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الأيام التي تلت وقف إطلاق النار مع حماس، تبيّن أنّ 79% من الفلسطينيّين يعتقدون أنّه على الرغم من عدد القتلى الكبير، إلّا أنّ حماس قد انتصرت في حرب غزّة. ويعتقد 63% أنّ اتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة تلبّي المتطلّبات الفلسطينيّة، وأغلبيّة ساحقة بلغت 86% تُؤيّد استمرار إطلاق النار من غزة في حال استمر الحصار عليها. ويعتقد 94% ممّن أجروا الاستطلاع أنّ حماس قد تدبّرت الحرب بصورة جيّدة.
وعلاوة على ذلك، لو أُقيمت الانتخابات في هذه الأثناء لترأست حماس السلطةَ الفلسطينيّة من جديد. بحيث سيفوز إسماعيل هنيّة بـ 61% من نسبة الأصوات، مقابل 32% فقط لصالح عبّاس. ما يُثير الاهتمام، أنّ شعبيّة هنيّة في الضفة الغربيّة تفوّقت على شعبيّته في قطاع غزة. بحيث حصل هنيّة على نسبة تأييد تساوي 53% في غزة، مقابل 66% في الضفّة. وعلى عكس ذلك، فإنّ تأييد عباس في القطاع وصل إلى 43% وإلى 25% فقط في الضفة الغربيّة. ولأول مرة أيضا، يفوز هنيّة بنسبة تأييد أعلى من مروان البرغوثي، المسجون حاليًّا في إسرائيل.
واختلاف آخر برَز بين الضفة والقطاع، وهو التأييد الشخصي للقادة الفلسطينييّن. ففي نظر الوسط الفلسطيني أجمَع، ضعُف موقف محمود عبّاس إذ حصل على نسبة 39% فقط كتأييد له. مقارنةً بفوز خالد مشعل بـ78% دعما له. ولكن تزامنًا مع بلوغ نسبة تأييد مشعل في الضفة الغربية إلى 83%، تقلّصت نسبة تأييده في القطاع إلى 70%. ومن جانب آخر، وصلت محصّلة أصوات الدعم لعباس في القطاع إلى 49%، وتدنّت إلى 33% فقط في الضفة فقط.
لو أُقيمت الانتخابات الفلسطينية لترأست حماس السلطةَ الفلسطينيّة من جديد. بحيث يفوز إسماعيل هنيّة بـ 61% من نسبة الأصوات، مقابل 32% فقط لصالح عبّاس
وكذلك، اعتُبرت حماس هي المنتصرة في نطاق انتخابات المجلس التشريعي. حيث صرّح 46% أنّهم سيُدلون بأصواتهم لصالح حماس، و 31% فقط لصالح فتح. وقبل شهرين فقط من هذه الحرب، كانت نسبة أصوات تأييد حماس 32% فقط، مقابل 40% تأييدا لفتح.
وبما يخصّ إطلاق حماس للصواريخ، الذي دعمه، كما قيل سابقا، 86% من الفلسطينيّين، فهُناك مفارقة واضحة حول تبرير إطلاق صواريخ من مناطق مدنيّة. بحيث يعتقد 49% أنّ لحماس الحق في إطلاق الصواريخ من مناطق مأهولة، بينما 46% يعارضون ذلك. أمّا وفقا لمواطني غزة، الذين عانوا هم أنفسهم من إطلاق إسرائيل للصواريخ، فإنّ 59% يُناهضون تبريرات إطلاق النار من المناطق المدنيّة. وهذا مقارنة بـ38% فقط ممن صرّحوا بذلك في الضفة.
يعتقد 64% من الفلسطينيين أنّ إيران، تركيا وقطر هم مَن عاون قطاع غزة على الصمود أمام العدو الإسرائيليّ، في حين يعتقد 9% فقط أنّ مصر هي مَن ساعدت القطاع
أمّا على نطاق الحلبة العالميّة، فاتّضح أنّ مؤيّدي حماس حصلوا على تعاطف الشعب الفلسطينيّ، وأنّ موقف مصر آخذ بالانحطاط. ويعتقد 64% أنّ إيران، تركيا وقطر هم مَن عاون قطاع غزة على الصمود أمام العدو الإسرائيليّ، في حين يعتقد 9% فقط أنّ مصر هي مَن ساعدت القطاع في ذلك. ومقابل ذلك، صرّح 52% بأنّ مصر لعبت دورا سلبيا ضدّ الشعب الفلسطيني خلال فترة الصراع.
تم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عيّنة عشوائية من الأشخاص البالغين، وصل عددهم إلى 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكنيًّا، وكانت نسبة الخطأ تُساوي 3%
.