لا تزال إسرائيل في حالة صدمة بعد قضية اغتصاب التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع. وحسب الشكوك، قام سبعة فتيان باغتصاب طفلة في الـ 13 من العمر الواحد تلو الآخر. يرفض الأهل تحمّل مسؤولية فعلة أولادهم، ويحاولون إلقاء الذنب على الفتاة. قالت البارحة أم أحد الفتيان بأن “ابني لا يعرف أبدًا كيف يضاجع فتاة”، وأضافت أن “تلك الفتاة هي التي اغتصبته – وجعلوا منه مغتصبًا”. حسب كلامها، “ابني استُدرج لفعل ذلك”.
بالمقابل، صرح والد الفتاة البارحة لإحدى الإذاعات الإسرائيلية: “نحن نتصدى لكل الأكاذيب التي تنشر الآن عبر وسائل الإعلام. ستكشف الشرطة ما فعله المغتصبون بابنتي.” وأضاف الأب وقال إن ابنته في وضع صعب، ولا تذهب إلى المدرسة لشدة خوفها.
تثير هذه القضية من جديد مسألة التربية الجنسية في المدارس الإسرائيلية. تفشل البرامج الموجودة اليوم في جهاز التربية الإسرائيلي في محاولة مواجهة الكم الهائل من المواد الإباحية المثيرة التي يتعرض لها أبناء الشبيبة في إسرائيل. أشار مدير مجلس سلامة الطفل، يستحاك كادمن، إلى أن البرامج الحالية بعيدة كل البعد عن عالم الأطفال والشبيبة. وأيضًا، مدراء المدارس ليسوا مضطرين لتمرير هذا البرنامج، والأمر متروك لاعتباراتهم الخاصة.
حسب معطيات مجلس سلامة الطفل، 78% من الشبيبة من عمر 15 – 17 ينكشفون على المواد الإباحية. مشكلة أخرى هي أن الأهل يخشون التحدث عن الجنس مع أولادهم: 31% من أهالي لأطفال حتى سن 18 لم يتحدثوا أبدًا مع أولادهم عن الجنس. في الوسط الديني هذه المشكلة أشد بكثير: يقول 42% من المتديّنين إنهم لم يتحدثوا أبدًا مع أولادهم عن المواضيع الجنسية.
بسبب عدم معالجة هذه المشكلة، نتجت فجوة والتي صارت تدخل إليها الأمور الإباحية. الطفل الذي لا يعرف شيئًا عن الجنس، يضطر للتعلم عن العالم الجنسي من خلال الأنماط المشوهة التي تخلقها المواد الإباحية. إن الأفلام الإباحية، التي جاءت للحط من مكانة المرأة وتشبع الغريزة الجنسية للرجال، تخلق حالة كاذبة، تجعل الشبيبة يأخذون الجنس بشكل مشوه، وقضية الاغتصاب التي نحن بصددها هي دلالة مقلقة على هذه الظاهرة.