تعرف أحداث “ليلة البلور” أو “ليلة الزجاج المحطم” في تاريخ البشرية كواحدة من أبرز الموجات العنصرية التي اجتاحت أوروبا بعد وصول النازيين إلى السلطة في ألمانيا. فبأوامر كبار الضباط النازيين قتلوا حوالي 1500 يهودي في جميع أنحاء ألمانيا، وأرسل العديد إلى معسكرات الإبادة لأول مرة. وألقي القبض على أكثر من 30000 يهودي، وأحرقت العديد من المعابد اليهودية و دمرت الآلاف من المحلات التجارية التابعة لليهود.
مشهد الزجاج المكسور في المعابد والمحلات اليهودية، الذي مرّ عليه 76 عاما ليلة أول من أمس، لنوافذ وواجهات المحلات، منح ليلة الرعب هذه اسم “ليلة البلور”. الشرطة الألمانية أمرت ألا يتم وقف مثيري الشغب، كما تجنبت إدارة الإطفاء التعامل مع الحرائق، وفي بعض الحالات رافقتها. استمرت عمليات التدمير والإيذاء والقتل طوال الليل، ولم تتوقف حتى ساعات الصباح.
وتم تصوير هذه الاعتداءات على أنها ردة فعل على اغتيال السكرتير الثالث في سفارة ألمانيا بباريس، إرنست فون رات على يد هيرتسل غرينشبان الذي كان قد تم ترحيل والديه إلى مدينة زبونشين. وكانت حصيلة تلك الليلة حرق وهدم نحو ألف معبد يهودي في أنحاء “الرايخ” وحرق ونهب ما يزيد عن 800 محل تجاري وهدم أو إلحاق الضرر بمئات المنازل.
وبلغ عدد المغدورين من اليهود 91 شخصا في حين تم اعتقال نحو 30 ألفا منهم ومن ثم ترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال النازية لمجرد كونهم يهودا.
وبعد انتهاء الاعتداءات فرضت على اليهود غرامة بمبلغ ميليار مارك وطولبوا بإصلاح الأضرار اللاحقة بممتلكاتهم بأنفسهم. وترمز هذه الليلة إلى العواقب المأساوية للصمت في مواجهة الكراهية.