في الولايات المتحدة يُحتفى اليوم 05.05.16 (يوم الخميس الأول من شهر أيار) بيوم الصلاة القومي. في يوم الصلاة القومي يميل رؤساء الولايات المتحدة إلى الإعلان أنّ “الشعب الأمريكي يمكنه أن يتوجه إلى إلهه بالصلوات والتأمل في الكنائس، بمجموعات وأفراد”.
وقد أنشأ يوم الصلاة القومي، كرّد فعل “يوم المنطق القومي”. بحث الكثير من الأمريكيين، الذين يهمهم فصل الدين عن الدولة، عن ردّ مناسب على يوم الصلاة القومي المدعوم من قبل الحكومة ويحتقر كل عام، وفق ادعائهم، الدستور الأمريكي. يمجد الأمريكيون غير المتديّنين، الإنسانيين، والملحدين الحكمة ويثيرون الوعي العام حول التهديد المستمر الذي ينشئه التدخّل الحكومي في المجال الخاص، بخصوص حرية العبادة.
من أجل منح الموضوع دلالة أوسع جمعنا من أجلكم، قراءنا الأعزاء، بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول الصلوات في أديان وثقافات مختلفة حول العالم.
1.بشكل عام، فالصلاة هي توجه إلى قوة خارقة للطبيعة، تتم من خلال التعبير عن أمنية، أو كصلاة منتظمة في إطار عبادة دينية، تعبير عن شكر أو حتى كحوار، يفتح فيه الإنسان قلبه أمام هذا الكائن الأسمى. يمكننا أن نجد، من بين أهداف الصلاة، طلب الإرشاد والمساعدة، الاعتراف بالأفعال وكذلك طلب المغفرة والتعبير عن المشاعر والامتنان تجاه الأعلى. يمكن أن تكون كلمات الصلاة على شكل أنشودة، تعويذة، كلمات سحرية، بل وحتى كلمات عفوية يذكرها المصلي. يمكن أداء الصلاة جماعيا أو فرديا.
2.يرى الكثير من الأمريكيين، كل يوم أنه يوم صلاة. أثبت استطلاع أجراه معهد الأبحاث الكبير PEW، أنّ 55% من الأمريكيين يصلّون يوميا، 21% قالوا إنهم يصلّون مرة واحدة في الأسبوع أو في الشهر. 23% فقط قالوا إنّهم لا يصلّون أبدا أو إنهم يصلّون في أحيان نادرة. 64% من المصلّين يوميا هم من النساء ويميل الأمريكيون فوق سنّ 65 إلى الصلاة يوميا أكثر من بقية الشباب تحت سنّ 30 (65% مقابل 41%).
3.بشكل عام، يصلّي اليهود 3 مرات في اليوم: صلاة الصباح (من طلوع الصبح وحتى ثلث اليوم)، الظهر (من بعد الظهيرة وحتى غروب الشمس) والمسائية (من ظهور الكواكب وحتى مجيء الصبح). في الكتاب المقدس هناك الكثير من الأشخاص الذين يصلّون من أجل أنفسهم أو من أجل الآخرين. فعلى سبيل المثال يصلّي موسى لله ليساعده في إنقاذ بني إسرائيل من فرعون. في العهود السابقة لليهودية، كان أساس عبادة الله هو بالأضحيات، وكان يؤدي الأفراد، كما يبدو، الصلوات وبشكل عفوي. على مرّ الزمان تمأسست الصلاة وأصبحت من الطقوس العامة، ذات أوقات محددة وصيغ ثابتة، ومن أجل ذلك أقيمت دور عبادة خاصة، وتم تعيين أشخاص مسؤولين عن إدارة الصلاة.
4.تشغل العبادة في المسيحية مكانا مركزيا جدا. عرّف اللاهوتيون المسيحيون الإنسانية باعتبارها “الإنسان العابد”. ولذلك فالعبادة هي أساس أن يكون المرء إنسانيّا. في نظرهم فإنّ الشغف إلى الله مكتوب في قلوب البشر قبل أن يُخلقوا من قبل الله ومن أجله. ورغم أنه بالإمكان الصلاة بشكل عفوي، ففي المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية هناك نصوص مقدسة ومتجذّرة يصلّون وفقها. في المسيحية الغربية، يتم معظم الصلاة من خلال الجلوس. ولكن يُحظر الجلوس في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. هناك في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية أثاث فخم وفاخر جدا، وفيها أيضًا صور وتماثيل. يجلس الرجال والنساء معا. (وهناك فصل بينهم في كنائس معينة). من المعتاد أن يتم أثناء الصلاة دمج التراتيل، الموسيقى، والآلات الموسيقية، والتي يبرز من بينها بشكل أساسيّ المزمار. ويُحظر العزف في بعض الكنائس الأرثوذكسية.
5.وتعتبر الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة. هناك في الإسلام خمس صلوات في اليوم. ورغم أن الصلاة مذكورة في القرآن ولكن ليس كواجب أساسي (كبقية الواجبات) ولكنها تعتبر الواجب الأهم الذي على كل مسلم وكل معتنق للإسلام أن يقبله على نفسه. هناك في المسجد تقشف كبير وفيما عدا السجاد ليس فيه أثاث. هناك فصل بين النساء والرجال. وفقا لوصايا الإسلام يمكن للمسلم أن يصلي أيضًا في دور العبادة للأديان الأخرى (الكنيس أو الكنيسة).
في الدين البهائي تعتبر الصلاة واحد من الواجبات الرئيسية. هدف الصلاة هو تقريب المؤمن من الله ومن بهاء الله، ترسيخ الديانة، تحسين تصرف الفرد وطلب التوجيه والمساعدة الإلهية. كتب بهاء الله وزعماء الحركة البهائية الذين خلفوه آلاف الصلوات إلى جانب التوجيهات في هذا الشأن، وبعضها مصاغ في إطار رسائل كتبها زعماء الحركة للمؤمنين. كُتبت معظم الصلوات بالعربية والفارسية والقليل منها بالتركية وتمت ترجمتها إلى مئات اللغات. تختلف الصلوات البهائية عن بعضها البعض بترتيبها وشكلها، ولكن معظمها يبدأ بدعاء ومن ثم ثناء على الله وبعدها طلب التوجيه أو المساعدة. في نهاية الصلاة بشكل عام يعدد المصلي فضائل الله.