بعد عامين لم يُشاهد في العلن، ظهر زعيم تنظيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في مقابلة مع شبكة الجزيرة والتي جرت هذا الأسبوع في مكان سرّي. “ستُحسم المعركة في سوريا في دمشق”، قال الجولاني ووجه مغطى وأكّد: “سنستمر في التركيز على دمشق وإسقاط النظام. أنا أعد: سقوط الأسد لن يستغرق زمنا طويلا”.
بل تطرّق الجولاني إلى صراع تنظيمه مع حزب الله، والذي يُقاتل إلى جانب نظام الأسد، وقال إنّ التنظيم الشيعي معروف بأنّ مصيره مرتبط ببقاء الأسد، وإنّ جهود إنقاذ الأسد هي جهود عقيمة. وقد أكّد على أنّه بعد سقوط الأسد، سيعمل التنظيم من أجل إسقاط حزب الله.
احتّل تنظيم الجولاني، تنظيم جبهة النصرة، التابع لتنظيم القاعدة، مناطق واسعة في محافظة إدلب شمال سوريا بعد أن أقام تحالفا مع تنظيمات مختلفة، والذي حظي باسم “جيش الفتح”؛ على اسم حملة الفتوحات التي جرت في القرن السابع والتي تم خلالها نشر الإسلام في بلدان الشرق الأوسط. لم يشتمل التحالف على تنظيم داعش لكونه يُعتبر أحد أعداء جبهة النصرة.
ولكن من هو في الواقع ذلك الزعيم، أبو محمد الجولاني، الذي يقود مع جبهة النصرة القتال العنيد ضدّ بشار الأسد ومساعديه من حزب الله في سوريا.
أمامكم 5 حقائق ستُساعدكم على رسم شخصية أبو محمد الجولاني:
1. كما ذكرنا فأبو محمد الجولاني هو زعيم تنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة ويعمل تحت قيادة أمير القاعدة، أيمن الظواهري. بل يُسمّى تنظيمه أحيانا: “تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام” أو “قاعدة الشام”.
2. لفت الجولاني انتباه العالم مع بداية قتال الثوار السوريين لنظام الأسد في أواخر عام 2011 وقد دخل هو نفسه بشكل تلقائي (أيار 2013) إلى قائمة أهمّ الإرهابيين المطلوبين لوكالة الاستخبارات والجيش الأمريكي.
3. يُعرف القليل جدا عن هوية الرجل الحقيقية أو أصوله ولكن وفقا لتقديرات الاستخبارات فهو كما يبدو مواطن سوري أخذ لنفسه اسم الجولاني نسبة إلى الجولان السوري الذي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية منذ العام 1967. لم يتم أبدا الكشف عن اسمه الحقيقي وهو نفسه يخضع لحراسة مشدّدة. وفقا لدراسات أجريت، يغطي الجولاني وجهه دائما في اللقاءات، حتى عندما يلتقي زعماء التنظيمات الإرهابية الأخرى. كما يبدو فهو مواطن سوري، ولكن هذه المعلومات أيضًا لم يتمّ التحقّق منها بعد.
4. على ما يبدو فإنّه من مواليد سوريا. ووفقا لتقارير استخباراتية أردنية فقد كان مدرّسا للغة العربية الفصحى في سوريا. انتقل إلى العراق من أجل قتال الجنود الأمريكيين الذين غزوا العراق عام 2003 وسرعان ما صعد في سلّم المراتب في تنظيم القاعدة. وفقا لتقارير أخرى فقد كان الجولاني من المقرّبين لأبي مصعب الزرقاوي، الزعيم الأردني للجماعة المقاتلة للقاعدة في العراق. بعد أن قُتل الرزقاوي في هجمة جوية أمريكية عام 2006، غادر الجولاني العراق، بقي لمدة قصيرة في لبنان، حيث عرض هناك دعما لوجستيا للمجموعة المقاتلة “جند الشام”، والتي اتّخذت أيديولوجيّة القاعدة. عاد إلى العراق من أجل الاستمرار في القتال، ولكنه اعتُقل من قبل الجيش الأمريكي وسُجن في معسكر بوكا الأمريكي على الحدود الجنوبية للعراق مع الكويت. بعد إطلاق سراحه من سجن بوكا عام 2008 اتصل بزعيم داعش في العراق أبي بكر البغدادي. ولدى عودته إلى النشاط العسكري تم تعيينه رئيسا لجناح العمليات لدى القاعدة في محافظة الموصل.
5. بعد مدة قصيرة من اندلاع الثورة السورية ضدّ النظام السوري، انتقل الجولاني إلى الأراضي السورية وتم دعمه بشكل كامل من قبل البغدادي. شكّل في سوريا جبهة النصرة، والتي أُعلن عنها للمرة الأولى في كانون الثاني عام 2012.أصبحت النصرة تحت قيادته إحدى أقوى المجموعات الثائرة في سوريا. وقد حظي بمكانة بارزة في نيسان 2013، عندما رفض محاولة السيطرة على تنظيمه والتي قام بها أبو بكر البغدادي. كانت تلك محاولة فاشلة من قبل البغدادي ولا تزال تعتبر الصدع الأكبر الذي هزّ تنظيم القاعدة. لم يعد الجولاني منذ تلك اللحظة محبّا للبغدادي وقام بمبايعة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، مباشرة.