في الدقائق القريبة ستتلقّون معلومات جديدة. ليست مسائل جوهرية بشكل خاصّ ولكن في بعضها كان لديكم ثقة كبيرة بالحقائق، أو على الأقل، ما كنتم تظنون أنها حقائق. سنزعجكم ونغيّر تصوّركم، وحين تنتهون من القراءة ستتعرّفون على حقائق جديدة حول الحياة وما يحيط بكم.
الأسطورة الأولى: هل تغيّر الحرباء ألوانها وفقًا للبيئة؟
تغيّر الحرباء جوانبها، هذا صحيح ولا جدال فيه. ولكن الحرباء لا تغيّر لونها من الجانب الأخضر إلى الداكن حين تكون في أعلى جذع الشجرة. والأسباب التي تغيّر من أجلها الحرباء لونها هي مزاجية، وبهدف الإشارة إلى السيّطرة على المنطقة والمغازلة. وفيما يلي إيضاح قصير سيساعد على الفهم: طبقة الجلد الخارجية للحرباء شفافة، ويوجد تحتها عدة طبقات من الجلد ذات خلايا خاصّة مع أصباغ صفراء، حمراء، زرقاء وبنّية. تتّصل هذه الخلايا بالجهاز العصبي، وتندمج فيما بينها وفقًا لـ “مزاج” الحرباء. الحرباء الهادئة يكون لونها أخضر فاتح، وحين تكون غاضبة؛ يكون أصفر ساطع، وحين ترغب بالتزاوج، فإنّها تستخدم في الواقع كلّ لون مخبّأ في بشرتها.
الأسطورة الثانية: نابليون بونابرت كان قزمًا؟
يحقّ لنابليون أن يحظى باعتذار من التاريخ الإنساني حول هذا الموضوع. فبخلاف الاعتقاد السائد، لم يكن نابليون قصيرًا أو قزمًا. في الواقع كان طويلا أكثر بقليل من معدّل طول الفرنسيّين في بداية القرن التاسع عشر، وذو طول متوسّط بالنسبة للرجال الأوروبيّين الذين عاشوا في عصره. فلماذا ظنّوا بأنّه قصير؟ السبب هو الفرق القائم بين درجة الطول الفرنسية مقارنة بالإنجليزية. عند وفاة نابليون، كان طوله 1.57 وفقًا للمقياس الفرنسي، والذي يساوي 1.68 بالاصطلاح الإنجليزي، أدى هذا الخلط إلى أن يفقد 11 سانتيمترات حاسمة من طوله. السبب الآخر أنّه كان محاطًا بقوة أمنية، وكان الجنود طوالا بشكل خاصّ. وقد كان يُسمّى من قبلهم “العريف الصغير” (le petit caporal)، وهو اسم مستعار يرمز بالذات إلى العلاقة القائمة على المساواة وغير المتغطرسة تجاههم.
الأسطورة الثالثة: ثمار شجرة المعرفة لم تكن تفاحًا بالضرورة.
كما تقول التوراة عن فعل آدم وحواء اللذين لم يستمعا لصوت الربّ، تحدّوا كلماته وأكلوا من ثمار شجرة المعرفة: “وأنبت الربّ الإله من الأرض كلّ شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر”. لاحظوا، لم تذكر شجرة التفاح. وفي وقت لاحق في مجرى الأحداث كما هو مكتوب في سفر التكوين، الفصل الثالث: “فرأت المرأة أنّ الشجرة جيّدة للأكل وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل”. هل وردت الكلمة تفاح؟ الجواب واضح للجميع، كلا! وقد نشأت الفرضية الأساسية بأنّ ثمرة شجرة معركة الخير والشر كانت شجرة التفاح؛ من الافتراضات، ولذلك بشكل موازٍ في جميع أسفار الكتاب المقدّس للأطفال، اللوحات القديمة وما شابهها، كان بإمكانها على قدم المساواة أن تُظهر رمانًا، تينًا أو أيّة فاكهة أخرى.
الأسطورة الرابعة: هل يحتاج الجهاز الهضمي إلى 7 سنوات حتى يهضم علكة تم ابتلاعها؟
كلّ شخص يذكر لحظة ابتلع فيها فجأة علكة وشعر بالقلق. صرخ الجدّ: “ستنمو فيك شجرة”! وصرخت العمّة: “ستمرّ سبع سنوات حتى يتمّ هضمها”!، يمكننا أن نهدّئكم بأنّ كلا الأمرين ليس صحيحًا. بعد إذنكم، سنركّز على صرخة العمّة؛ فلا أساس لهذه الشائعة من الناحية الطبّية، وإذا كان فعلا ستنمو شجرة فمن المؤكّد أن نشاهد الكثير من الأشخاص في الشارع مع شجرة خارجة من أمعائهم. فما الذي يحدث لمصير العلكة المبتلعة؟ ليس شيئًا خاصًّا. بعض المكوّنات، كالمحلّيات، تتحلّل في الجهاز الهضمي، ولكنّ معظم العلكة تكمل طريقها ببساطة وتخرج من الجسم.
الأسطورة الخامسة: هناك 5 حواسّ للبشر فقط؟
يستطيع كلّ طفل في الروضة أن يتلو هذه الجملة: “هناك خمس حواسّ للبشر؛ البصر، الشمّ، الذوق، اللمس، السمع”. ولكن الحقيقة هي أنّ البشر قادرون على أكثر من ذلك بكثير. عدد الحواسّ التي يمكن للشخص العادي أن يشغّلها يتراوح بين 9 إلى 20 حاسّة. يستطيع البشر كذلك الإحساس بالتوازن والتسارع، الألم، وضعيّات الجسم والأطراف، درجة الحرارة النسبيّة، فضلا عن العديد من الحواسّ الثانوية.