من بين نحو 46 مليون شخص يعيشون كعبيد في أنحاء العالم، فإنّ ثلثيهم، 30.4 مليون شخص، يعيشون في دول آسيا-المحيط الهادئ، حيث إنّ العدد الأكبر هو في الهند.
وتظهر هذه المعطيات وفق مؤشر العبودية العالمي الذي نُشر الأسبوع الماضي. وفق المؤشّر لعام 2016، والذي يستند إلى مجموعة حقوق الإنسان الأسترالية Walk Free Foundation، فهناك ارتفاعا بنسبة 30% في عدد الأشخاص الذين يعملون عبيدا (من 35.8 مليون عام 2014 إلى 45.8 مليون هذا العام). يعود مصدر ارتفاع هذا المعطى، كما يبدو، إلى أن الدراسة قد أجريت بشكل أكثر شمولا، وليس إلى دخول أشخاص جدد في دائرة العبودية.
والدول التي تقف على رأس القائمة، مع أكبر عدد مطلق من الأشخاص الذين يعيشون في ظروف العبودية الحديثة هي الهند (18.3 مليون)، الصين (3.38 مليون)، باكستان (2.1 مليون)، بنغلادش (1.53 مليون)، وأوزبكستان (1.2 مليون). وفقا للتقرير فإنّ بعض تلك الدول يوفّر موارد بشرية رخيصة لصالح الأسواق الأوروبية الغربية، اليابان، أمريكا الشمالية، وأستراليا. وفقا للدراسة، فإنّ عدد العبيد المقدّر في إسرائيل يصل إلى 11,600.
أنواع العبودية التي تم التعرّف عليها في المؤشر هي العبودية في أعمال السخرة في الأفران، الزراعة، المنسوجات، الأطفال الجنود في أفغانستان، الهند وتايلاند، التسوّل القسري، والعبودية الجنسية. عايش الرجال والنساء العبودية في أعمال السخرة في التصنيع، الزراعة، إنتاج الأغذية، والبناء. وكانت النساء أيضا عرضة للاستغلال الجنسي والزواج القسري.
في الهند لا تزال تُمارس جميع طرق العبودية الحديثة، ومن بينها أيضًا العبودية بين الأجيال، استعباد الأطفال القسري، الاستغلال الجنسي، التسول القسري، التجنيد القسري للمجموعات العسكرية، والزواج القسري. إنها أعمال غير قانونية، تم الإعلان عنها كذلك منذ عدة عقود، ولكنها مستمرة في الازدهار.
قطر تتجاهل ظاهرة العبودية
وقد أشار صندوق Walk Free Foundation في المؤشّر أيضًا إلى جهود الحكومات في الحدّ من العبودية وعرض بيانات لم تكن مفهومة ضمنا بالضرورة. الدول التي تعارض معارضة شديدة العبودية هي هولندا، الولايات المتحدة، بريطانيا، السويد، أستراليا، البرتغال، كرواتيا وعدة دول أخرى، ولكن فقط لأن هناك بحوزة الدولة موارد، لا يعني أنّها ستتعامل معاملة صحيحة بالضرورة تجاه المجموعات السكانية الضعيفة. إذا قارنا الناتج المحلي الإجمالي، فإنّ دولا مثل قطر، سنغافورة، الكويت، بروناي، هونغ كونغ، السعودية، البحرين، عُمان، اليابان وكوريا الجنوبية، اتخذت وسائل قليلة من أجل القضاء على ظاهرة العبودية الحديثة، رغم الثراء والاستقرار السياسي لديها.
وفي كوريا الشمالية يعيش وفقا للتقديرات، نحو 1.1 مليون مواطن من العبيد (عدد سكان كوريا الشمالية 25.1 مليون). يجعل هذا المعطى الدولة ذات أكبر نسبة من العبيد من بين السكان. رغم ذلك، فإنّها الدولة الوحيدة من بين 25 دولة في آسيا-المحيط الهادئ، وفي العالم في هذا السياق، التي لم تعرّف أي نوع من العبودية باعتباره جنائيا.