هذا ليس خطأ: تلقت شركة تقنية متفوقة إسرائيلية “فاينل” (Final)، والتي تشغّل نحو 100 عامل، قبل عدّة أيام، عرضًا لشرائها بأرقام خيالية تصل إلى 4 مليارات دولار. ولكن أصحاب الشركة، لا يسارعون في قبول العرض (وحقائب المال)، ولديهم سبب جيّد جدّا لذلك.
تعتبر شركة “فاينل” الإسرائيلية إحدى الشركات التي تتداول تداولا “ذكيًّا” في البورصة. وقامت الشركة بتطوير عدّة برامج، تستند إلى خوارزميات (ألغوريثم) متطوّرة، والتي تحدّد فروق الأسعار الصغيرة في البورصات العالمية، وتشتري الأسهم وتبيعها وفقًا لهذه الفروق. تنفّذ البرامج آلاف العمليات في البورصات كلّ ساعة، وبذلك تحقّق الفروق من أجل مبالغ كبيرة.
والمبالغ كبيرة بالفعل. ووفقًا للتقارير الربحية الرسمية التي قدّمتها “فاينل”، عام 2013 فقد سجّلت الشركة ربحًا صافيًّا بما لا يقلّ عن 300 مليون دولار، ممّا يمنحها لقب “طابعة النقود” عند رجال الأعمال الذين يعرفونها.
فهذا هو السبب الذي يجعل أصحاب الأسهم لا يسارعون في بيعها. بالنسبة لبعضهم، فإنّ الشركة تولّد ربحًا شخصيًّا من ملايين الدولارات، أو حتى عشرات الملايين من الدولارات، كلّ عام. ربما أنهم يعتقدون أنّ قيمة الشركة تبلغ أكثر من 4 مليارات دولار، أو أنهم لا يريدون التخلي عن جميع الدجاجات التي لا تتوقف عن وضع البيض الذهبي.
لقد تأسست شركة “فاينل” عام 2001 من قبل ثلاثة مبادرين: صاحب الفكرة ومطوّر البرنامج الأصلي، والده وشريك آخر. وأثبتت الفكرة نفسها كناجحة ووفقًا للتقديرات المختلفة، فمنذ السنوات الأولى من تأسيس الشركة ربحت عشرات الملايين من الدولارات كلّ عام.
وإذا وافقت الشركة على هذا العرض، فلن تكسر الرقم القياسي الإسرائيلي في “الخروج”. إذ تحظى الآن شركة “يشكار” (Iscar) بالرقم القياسي الحالي، وهي متخصّصة في صناعة منتجات المعادن المتقدّمة، والتي كانت تابعة لمجموعة فيرتهايمر وبيعت لإمبراطور الثورة الأمريكي، وارن بافت، مقابل 4.5 مليار دولار. ومن الممكن أن أصحاب الأسهم في “فاينل” يرغبون ببساطة بكسر رقم “يشكار” القياسي، ولذلك فهم يؤخّرون إجابتهم.