في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات والاتصالات بين الولايات المتحدة والدول العظمى من جهة وبين إيران من جهة أخرى، نشر مركز الأبحاث الأمريكي المتخصص في شؤون الأمن “ISIS”، أن مدة زمنية تتراوح من 4 حتى 6 أشهر، تفصل طهران عن امتلاك قدرات نووية عسكرية في حال قررت استخدام جميع ما لديها من يورانيوم مخصب حتى نسبة 20%.
تطرق نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بن ردوس، في الوقت نفسه، إلى المفاوضات الدائرة حول برنامج إيران النووي وقال إن الولايات المتحدة ترغب في رؤية خطوات فعلية وحقيقية من جانب إيران، قبل أن تفكر واشنطن في إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وأشار رودس إلى أن إحدى الطرق التي تتم دراستها والتفكير فيها هي رفع القيود المفروضة على ممتلكات إيرانية. ودعا المسؤول في الأمن القومي الأمريكي الكونجرس إلى دراسة إمكانية القيام بخطوات لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران كلما تقدمت الاتصالات بين إيران والغرب.
جاء التقرير الذي أصدره مركز الأبحاث الأمريكي، بعد أسبوع من انتهاء الجولة الأولى من الاتصالات بين مسؤولين إيرانيين وممثلين عن الدول العظمى في جنيف. كما تتضارب المعلومات التي نشرها المركز المذكور والتقديرات التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وهي تقديرات تتحدث عن أن إيران تحتاج إلى عام كامل، على الأقل، من أجل الوصول إلى امتلاك قدرات نووية عسكرية.
توقع طاقم البحث في المركز الأمريكي، في بداية الشهر الجاري، أن تحتاج طهران إلى 8 أشهر تقريبًا من أجل تصنيع السلاح النووي. وقال في حينه، رئيس ومؤسس المركز “دافيد اولبرايت” وخلال كلمة له أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، إنه سيكون بإمكان إيران، حتى منتصف العام 2014، تصنيع سلاح نووي على أساس كمية اليورانيوم المخصب التي بحوزتها وهي كمية مخصبة بمستوى منخفض. وحسب اولبرايت، فإن إيران ضخت استثمارات كبيرة في مشروعها النووي خلال الـ 30 عامًا الأخيرة، وأن معظم نشاطات إيران في هذا المجال كانت تتم بصورة سرية عبر عمليات شراء تتم في السوق السوداء. ويرى اولبرايت أن هذه الجهود والمساعي التي تقوم بها طهران لا تتلاءم مع الادعاءات الإيرانية التي تقول بأن هدف إيران هو امتلاك برنامج نووي سلمي.
وجاء في التقرير الصادر عن المركز الأمريكي، أن الاستراتيجية التي يجب اتباعها من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، هي منع طهران من جمع كمية كافية من المواد التي تساعدها في صناعة السلاح النووي.
وأضاف القائمون على إعداد هذا التقرير أن الوقت القصير الذي تحتاجه إيران لتصنيع قنبلتها النووية، ستكون له تأثيرات حقيقية على المفاوضات مع الدول العظمى في الغرب.
وبالعودة إلى أقوال اولبرايت، فإنه بالإضافة إلى المواقع تحت الأرض في “نتناز” و “فوردو”، أعلنت إيران عن نيتها إقامة 10 مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم. كما أن هناك شكوكًا حقيقية بأن النظام في طهران يقوم ببناء مفاعل نووي جديد بصورة سرية.
يًشار إلى أنه ستُعقد الجولة القادمة من المفاوضات بين إيران والغرب في الـ 7 من شهر تشرين ثاني القادم في جنيف.