في الأيام التي باتت فيها كلمة “السلام” عارا لدى الكثيرين، عديمة الأهمية، لا يتنازل الكثير من الإسرائيليين عن حلم حسن الجوار مع الفلسطينيين لهذا شاركوا في مظاهرة دعم كبيرة.
للأسف الشديد، تنجح وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية لسبب ما بتقليص حجم هذه الظاهرة، وتجاهل مسيرة السلام التي جرت أمس (الأحد) في القدس بمشاركة 30 ألف امرأة دعما للسلام.
تمثل هذه المسيرة ذورة “مسيرات السلام” التي بدأت قبل نحو أسبوعَين في جنوب إسرائيل في مدينة سديروت، على الحُدود مع غزة ووصلت إلى مدن إسرائيلية أخرى. شارك الكثير من النساء الإسرائيليات والفلسطينيات في التظاهرة دعما للتوصل إلى تسوية سياسية طارئة مع الفلسطينيين.
من بين المتحدثين، كان عضو الكنيست سابقا، شكيب شنان الذي ثكل ابنه، كميل، في حادثة إطلاق النيران في الحرم القدسي الشريف قبل ثلاثة أشهر. “رغم حزني، أقف هنا هذا المساء معكن بفخر وثقة أن السلام والمحبة قادران على تعزيز علاقة حسنة بيننا”، قال شنان. “لقد عانينا كثيرا، وثكلت عائلات فلسطينية وإسرائيلية أعزاءها، وما زالت تعاني من جرح ينزف. أقف أمامكم اليوم وأقول لكم إننا نريد العيش. ويجوز لنا أن نصرخ بصوت عال دعما للسلام”.
حتى أن شنان ناشد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للالتقاء معا وصنع السلام.
وقالت هدى ابن عكروب من الخليل، “بصفتي شاهدت وشاركت في حروب صعبة، وكوني من سكان الخليل، وتربطني علاقة بسكان غزة، أقول لكم إن سكان غزة يؤمنون بحل النزاع ويريدون صنع السلام. لا يخرج منتصرون من الحروبات. نحن لسنا فلسطينيات وإسرائيليات بل نحن أمهات سنعمل كل ما في وسعنا من أجل مستقبل أفضل لأولادنا”.
أقيمت حركة “نساء يصنعن السلام” في أعقاب حرب غزة في صيف 2014، ونظمت مسيرة السلام والمسيرة يوم أمس. شاركت 24 ألف امرأة إسرائيلية وفلسطينية عضوة في الحركة في مسيرة قبل أسبوعين كانت قد بدأت بمدينة سديروت والنقب الغربي ومنذ ذلك الحين وصلت إلى ديمونا ومنطقة العربة في التفافي غزة وأشكلون، وتل أبيب، والناصرة. تهدف المسيرة إلى دفع السياسيين من كل أطياف الخارطة السياسية للعمل من أجل التوصل إلى اتّفاق سياسيّ. لا تضع النساء حلا ما، بل تحاولن دفع الدعم العام الواسع لإنهاء النزاع من خلال التوصل إلى اتّفاق سياسيّ، ودمج النساء في المفاوضات.