قتل نحو 142 شخصا الجمعة في هجمات استهدفت ثلاثة مساجد في اليمن، هي الاعنف منذ سيطرة الحوثيين الشيعة على العاصمة اليمنية.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في بيان موقع باسم “المكتب الاعلامي لولاية صنعاء” هذه الهجمات.
وجاء في البيان “انطلق خمسة من فرسان الشهادة ملتحفين احزمتهم الناسفة في عملية مباركة يسر الله لها اسباب التنفيذ لينغمس اربعة منهم وسط اوكار الرافضة الحوثة في ولاية صنعاء ويفجروا مقرات شركهم في بدر وحشوش” وهما اسما المسجدين.
واضاف البيان “كما انطلق خامس الى وكر اخر لهم في صعدة حاصدين رؤوس ائمة الشرك ومقطعين اوصال قرابة ثمانين حوثيا”.
واكد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ان لا علاقة له بهذه التفجيرات. واصدر بيانا عبر تويتر اعلن فيه انه يرفض اصلا “اتخاذ المساجد هدفا”.
وافاد مسؤول في وزارة الصحة اليمنية ان هذه الهجمات اسفرت عن 142 قتيلا على الاقل و351 جريحا.
وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 77 قتيلا.
وخلال صلاة الجمعة، فجر انتحاري نفسه في جامع بدر جنوب صنعاء ثم تلاه آخر عند مدخل الجامع نفسه عندما كان المصلون يحاولون الهرب، كما ذكر شهود عيان.
وهاجم انتحاري ثالث مسجد حشوش في شمال العاصمة. ووقعت كل الهجمات في وقت واحد تقريبا.
ويصلي الحوثيون في الجامعين. وبين القتلى امام جامع هو المرجع الزيدي الشيعي بدر المرتضى بن زيد المحطوري بحسب ما ذكر مصدر طبي.
وامام المسجدين انتشرت الجثث في بحيرات من الدماء بينما كان المصلون يقومون بنقل الجرحى بسيارات بيك آب الى المستشفيات.
ووقع التفجير الرابع في صعدة معقل الحوثيين في الشمال حيث فجر انتحاري نفسه امام مسجد لكن لم يؤد ذلك الى ضحايا اذ ان قوات الامن منعته من دخوله، كما ذكر مصدر قريب من الحوثيين.
وهي المرة الاولى يتبنى فيها تنظيم الدولة الاسلامية هجمات في اليمن حيث ينشط خصوصا تنظيم القاعدة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الجمعة “ندين بشدة” هذه الاعتداءات.
واضاف “نأسف لوحشية الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الهجمات ضد مواطنين يمنيين كانوا يصلون في شكل سلمي”.
واوضح ايرنست انه لا يستطيع ان يؤكد حتى الان “صحة ما اعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم الى الدولة الاسلامية”.
وتابع “شهدنا هذا النوع من التبني في الماضي من جانب مجموعات متطرفة”، لافتا الى القيام بذلك غالبا “لاسباب دعائية”.
وقال ايرنست ايضا “لا دليل واضحا حتى الان على صلة عملانية بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا”.
بدوره، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجمات “الارهابية” في اليمن، داعيا جميع اطراف هذه الازمة الى “ان يوقفوا فورا اي عمل عدائي ويتحلوا باكبر قدر من ضبط النفس”.
كذلك، دعاهم الى “احترام التزامهم بحل خلافاتهم في شكل سلمي” في اطار الوساطة التي يقوم بها الموفد الاممي جمال بنعمر.
وكان الحوثيون استكملوا سيطرتهم على صنعاء بعد استيلائهم على القصر الرئاسي وفرضهم الاقامة الجبرية على الرئيس هادي ومسؤولين آخرين في 20 كانون الثاني/يناير.
وفي السادس من شباط/فبراير قاموا بحل البرلمان وانشاء مجلس رئاسي.
ووصف هادي الاجراء بانه “انقلاب” قبل ان ينجح في الفرار من صنعاء الى عدن عاصمة الجنوب.
وتحدث الرئيس اليمني مجددا الخميس عن “محاولة فاشلة لإجراء انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية” بعد قصف قرب قصر الرئاسة في عدن. وتم نقل هادي الى “مكان آمن” بعد الغارة التي استهدفت قصره وغداة اشتباكات في عدن بين قواته والمقاتلين الموالين للحوثيين.
وكان قتل 12 شخصا في اشتباكات اندلعت مساء الاربعاء واستمرت حتى الخميس. وشاركت في المواجهات قوات الامن الخاصة التي يقودها العميد عبد الحافظ السقاف الذي رفض قرارا باعفائه من منصبه اصدره الرئيس هادي.
واندحرت الخميس قوات السقاف الذي خسر مواقعه في عدن وسلم نفسه لمحافظ لحج.
وكان السقاف المعروف بعلاقته مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومع الحوثيين، يقود قوة يراوح عديدها بين الف والفي مقاتل مسلحين بشكل قوي ومتمركزين بشكل اساسي في مقرهم في وسط عدن.
وصرح مسؤول يمني الجمعة ان العميد السقاف نجا من محاولة اغتيال ادت الى مقتل اربعة من رجاله.
وقد فر السقاف من عدن ليتوجه الى صنعاء شمالا لكن موكبه سقط ليلا في كمين على الطريق بين مدينتي لحج وتعز كما قال المسؤول العسكري.
وتابع “لقد نجا من محاولة اغتيال لكن حارسه الشخصي قتل بالرصاص بينما لقي ثلاثة حراس آخرين مصرعهم عند انقلاب سيارتهم”.
وقال مراسلون لوكالة فرانس برس ان الوضع كان هادئا في عدن الجمعة حيث عززت القوات الموالية لهادي عميات المراقبة وضاعفت الحواجز على الطرق.
من جهة ثانية افاد مسؤول في اجهزة الامن اليمنية ان معارك دارت الجمعة بين القوات اليمنية ومجموعات مسلحة بينها عناصر من القاعدة وانفصاليون جنوبيون في منطقة لحج شمال عدن، ما ادى الى مقتل 29 شخصا.