أقيمت المسيرة السنوية لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلي، إسحاق رابين، أمس، في تل أبيب شارك فيها نحو مائة ألف متظاهر. كان ضيف شرف المسيرة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، الذي رعى اتفاقيات أوسلو التي وقّع عليها كلّ من رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في التسعينيات.
وقال كلينتون: “الأمر الأهم مما تعلمته من رابين هو أنه رفض التنازل عن حلم السلام على إثر العنف. لقد قال رابين: “سنحارب الإرهاب كما لو لم تكن هناك مفاوضات، وسنتفاوض كما لو لم يكن هناك إرهاب”. وأضاف كلينتون: “قال رابين إنه لم يكن يرغب بأنّ تصل إسرائيل إلى مفترق طرق تضطر فيه أن تختار بين كونها دولة يهودية أو دولة ديموقراطية. قال إنه يعتقد أنّه يجب مشاركة المستقبل مع الفلسطينيين”.
في السنوات الأخيرة، هناك جدل حادّ حول المسيرة السنوية في إحياء ذكرى رابين، وذلك حول الشكل الذي تُقام فيه
في السنوات الأخيرة، هناك جدل حادّ حول المسيرة السنوية في إحياء ذكرى رابين، وذلك حول الشكل الذي تُقام فيه. من جهة، فإنّ معسكر اليسار الإسرائيلي الذي يؤيد التسوية مع الفلسطينيين يسعى إلى التأكيد على قضية السلام، والذي اغتيل رابين بسبب سعيه نحوه. ومن جهة أخرى، فإنّ معسكر اليمين يريد هو أيضًا المشاركة في إحياء ذكرى رابين بسبب معارضته لقتله وانطلاقا من تأييد الديموقراطية الإسرائيلية.
وبسبب الخلافات، فإنّ خطابات أمس لم تكن فقط لمن ساروا على طريق إسحاق رابين السياسي. فقد كان من بين ملقي الخطابات سارة روزنفيلد، وهي مواطنة في إحدى مستوطنات الضفة الغربية والتي قُتل ابنها من قبل فلسطينيين قبل أربعة أشهر. قالت روزنفيلد: “في هذه الفترة العاصفة نحن بحاجة إلى الرحمة، نحتاج أن نجتمع مع بعضنا وبرحمة كبيرة”.
وشارك رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، أيضا وهو ليس من رجال اليسار ولا يؤيد إقامة دولة فلسطينية، ولكنه كان أحد الخطباء الرئيسيين في المسيرة. ولكن منذ اختياره لمنصب الرئيس، يواجه ريفلين موجة من الاحتجاجات والعنف الكلامي من قبل اليمين الإسرائيلي بسبب المواقف التي يعبّر عنها حول حقّ المساواة بين اليهود والعرب.
قال ريفلين: “نحن نقف أمام مرمى نفس القاتل والمتطرّفين من أجل أن نقول: لن تهزمونا. لن تسقط دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ضحية عنفكم وترهيبكم”.