في هذه الأيام، تتصدر مدينة حلب التي سيطر عليها رجال الأسد منذ وقت قريب بعد مقاومة عنيفة وحرب قاسية، نشرات الأخبار في العالم: تقارير عن قتل جماعي، مجازر، جرائم حرب، وتطهير. يصل المواطنون الذين ظلوا على قيد الحياة أيضا إلى المستشفيات المليئة بالمرضى، ويعانون من قلة الأدوية والأطعمة، اغتصاب، وأنواع أخرى من المعاناة القاسية.
مات 30 ألف سوري في المدينة منذ بداية المعارك، قبل أربع سنوات ونصف. بهدف فهم حجم الفظائع فلا داعي إلى سماع نشرات الأخبار أو رؤية صور الجثث الملقاة في الشوارع، وسماع صراخ الجرحى. فالشوارع تحكي قصة مدينة حلب التي كانت ذات مرة مركز سياحة مُزدهر ومليئة بالمواقع التاريخية (كان جزء منها منذ القرن الثامن)، المباني جميلة، الأسواق، والمواقع الترفيهية. وفي الحقيقة ليس مؤكدا أنه يمكن تسمية الشوارع أو المدينة بهذا الاسم. فيمكن تسميتهما بشكل أدق مناطق دمار.
نقدّم لكم قصة حلب، بعد مرور أربع سنوات ونصف من الحرب والقتل. فمن جهة، نرى صور المدينة النابضة بالحياة قبل الحرب، ومن جهة أخرى نرى صورا لأماكن مُدمّرة وأنقاض المباني.