انتخب اليوم الرئيس القادم لدولة إسرائيل. يعترف الجمهور الإسرائيلي أنّه لم يرَ سباقا صعبًا، يكتنفه الغموض، القيل والقال والإهانة مثل ما يجري حتى اليوم.
قرّر بعد ظهر اليوم 120 عضوًا في الكنيست الإسرائيلي من هو الرجل الذي سيحلّ مكان الرئيس الحالي، شمعون بيريس، في السنوات السبع القادمة. خمسة مرشّحون للرئاسة وهم: رؤوفين (روبي) ريفلين (حزب الليكود)، عضو الكنيست مئير شتريت (حزب الحركة)، عضو الكنيست السابقة داليا إيتسيك، البروفيسور دان شيختمان الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2011 والقاضية المتقاعدة السيدة داليا دورنر.
استعدادًا لهذا اليوم المؤثر، إليكم عشر حقائق مثيرة عن رئيس دولة إسرائيل ودوره
كان يبلغ رئيس الدولة الحالي، شمعون بيريس، 83 عامًا حين اختير للمنصب. وهو في الواقع الأكبر سنّا من بين من اختيروا في جميع الأزمنة لهذا المنصب. وعلى النقيض منه، فقد كان عمر الرئيس المعزول والمسجون (حُكم عليه بالسجن الفعلي لمدّة سبع سنوات بتهمة التحرّش الجنسي) موشيه كتساف 55 عامًا فقط حين اختير للمنصب، ممّا جعله الرئيس الأصغر سنّا في هذا المنصب.
في عام 1952، بعد وفاة الرئيس الأول الدكتور حاييم وايزمان، توجّه رئيس الحكومة دافيد بن غوريون للحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، البروفيسور ألبرت آينشتاين، والذي رفض هذا العرض. ادّعى آينشتاين أنّه مضطرّ لرفض الاقتراح لأنّه يكرّس حياته للعلم.
وفي وقت سابق كان بالإمكان اختيار الرئيس لفترتين (كلّ فترة من سبع سنوات) في هذا المنصب، ولكن في عام 1998 تمّ سنّ القانون الأساسي لرئيس الدولة والذي حدّ من فترة ولاية المنصب إلى فترة واحدة من سبع سنوات فقط.
قبل انتخاب شمعون بيريس لتولّي منصب رئيس الدولة التاسع لدولة إسرائيل، فقد سبقت ذلك سيناريوهات خطرة. عام 2000، بعد أن استقال عيزر وايزمان من منصبه بعد الاشتباه به أنّه تلقّى منحًا وأموال من رجال أعمال بشكل غير قانوني؛ اختار رئيس الحكومة حينذاك، شمعون بيريس، ليكون مرشّحًا محتملا من قبل حزب العمل. وفرح الليكود كثيرًا ورشّح بالمقابل موشيه كتساف. اختير موشيه كتساف للمنصب وكان المرشّح الأول من قبل أحزاب اليمين الإسرائيلي (حظي بيريس بـ 57 صوتًا وكتساف على 63 صوتًا). مرّت السنين، وبعد أن أعلن كتساف عن عدم قدرته على القيام بمنصبه (2007) بسبب التحقيقات الجنائية التي أجريتْ ضدّه؛ ترشّح بيريس مجدّدًا للمنصب ضدّ عضو الكنيست رؤوفين ريفلين، واختير هذه المرة ليشغل المنصب.
لم يتم اختيار رئيسة لإسرائيل، في يوم من الأيام. في انتخابات عام 2007 فقط، 59 عامًا بعد إقامة الدولة، ترشّحت المرأة الأولى للمنصب. كانت تلك هي عضو الكنيست كولت أفيتال من حزب العمل، التي حظيت بتأييد 21 عضو كنيست وأنهت السباق في المركز الثالث والأخير. وقد شغلت داليا إيتسيك، المرشّحة للمنصب اليوم، منصب النائب عن رئيس الدولة في وقت تغيب كتساف، في الوقت الذي كانت تشغل منصب رئيس الكنيست. كانت إيتسيك المرأة الأولى التي اختيرت لمنصب رئيس الكنيست.
في تشرين الأول عام 1962، طلب بن تسفي أصوات أعضاء الكنيست ليتم اختياره لفترة ولاية ثالثة في مبنى الرئاسة. في الحالات التي يكون فيها مرشّح واحد فقط؛ يتطلّب الأمر أن يحصل المرشح على ما لا يقلّ عن 61 مؤيّدًا. رغم أنّه كان المرشّح الوحيد، فقد واجه بن تسفي صعوبات وأيّده 62 عضو كنيست فقط، واحد فقط أكثر من المطلوب. وضع 42 عضو كنيست بطاقات اقتراع بيضاء.
ارتباك تامّ في الكنيست: خلال انتخابات رئاسة الدولة عام 1993، طُلب من أعضاء الكنيست التوجّه إلى الشاشات واختيار مرشّحهم للرئاسة. وكما هو معروف فهناك 120 عضو كنيست، ولسبب ما بعد عدّ الأصوات وُجد 124 بطاقة اقتراع، أي كانت هناك زيادة من أربع أوراق. حدث ارتباك كبير في قاعة الكنيست، وتم إرسال رسالة للعودة لأعضاء الكنيست الذين صوّتوا وغادروا. في العدّ التالي، اتّضح الخطأ واعتذر رئيس الكنيست وأخذ المسؤولية، وفي نهاية المطاف فقد صوّت فعلا 120 عضو كنيست لا أكثر، وقد ورد خطأ في عدّ بطاقات الاقتراع.
منذ العام 1993، فكلّ رئيس اختير للمنصب، كان قد شغل في الماضي منصب وزير. شغل وايزمان من بين أمور أخرى منصب وزير الدفاع، وكان كتساف وزيرًا للمواصلات وشغل بيريس العديد من المناصب في الحكومة، من بينها رئيس الحكومة. هناك أربعة من المرشّحين للرئاسة في الأسبوع القريب والذين عملوا كوزراء، فشغل بعضهم في عدد من المناصب؛ فقد كان ريفلين وزير المالية، وشغل بن إليعازر من بين أمور أخرى منصب وزير الدفاع، كانت داليا إيتسيك وزيرة الصناعة بينما شغل مئير شيطريت مجموعة متنوعة من المناصب، من بينها وزير المالية.
الرئيس الأول حاييم وايزمان هو عمّ الرئيس السابع عيزر وايزمان. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ البروفيسور يوسف يوئل ريفلين، الذي تمّ عرضه كمرشّح اليمين في انتخابات عام 1962، ولكن قرّر في نهاية المطاف عدم الترشّح ضدّ الرئيس الحالي (في وقته)؛ هو والد رؤوفين ريفلين، الذي تولى ظهر اليوم منصب الرئيس العاشر لدولة إسرائيل.
يتواجد مبنى الرئاسة المعروف كذلك باسم بيت الرئيس في شارع هنسيه في حيّ تلبيا في القدس، ويمثّل المقرّ الرسمي لرؤساء دولة إسرائيل ابتداءً من العام 1971. حتى ذلك الوقت، كان المقرّ الرسمي للرئيس المنتخب هو منزله الخاص. فهيكل المبنى بسيط جدّا. تتميّز الهندسة المعمارية للمبنى بخطوط بسيطة ويجمع البناء بين الخرسانة المكشوفة (كان هذا البناء مقبولا جدّا في سنوات الستينات والسبعينات في إسرائيل) مع تغطية بحجر مقدسي محلّي. وتبلغ مساحة مبنى الرئاسة نحو عشرة دونمات، من بينها 2.5 دونم من الحدائق التي تنتشر فيها التماثيل وأغراض من الفنّ الإسرائيلي. بعد بناء مبنى الرئاسة، تمّ تغيير اسم الشارع الذي يتواجد فيه المبنى من شارع القوس إلى شارع هنسيه (أي الرئيس بالعبرية).