إذا لم تلتقوا مع سامري في حياتكم، فليس بمحض الصدفة. فالسامريون هم أصغر طائفة في العالم، وترتكز اليوم تحديدا في منطقي نابلس وتل أبيب. طيلة أكثر من 3000 عاما منذ تأسيسها، واجهت هذه الطائفة الصغيرة مجازر كثيرة من قبل جيرانها. وقد نشأ صراعها مع اليهود عندما أعلنت أن ديانتها تشكّل ديانة بني إسرائيل الحقيقية، وأن اليهودية تشّكل تفسيرا مُشوّشا للتوراة. وقد نشأت أيضا خلافات بينها وبين المسلمين في الماضي لأنهم رفضوا في البداية الاعتراف بالسامريين كجزء من أهل الكتاب.
إليكم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام عن أصغر طائفة والتي تنجح في الاستمرار والحفاظ على دينها منذ أكثر من 125 جيلا:
1. لقد تمت مُلاحقة السامريين في فترات معيّنة بسبب دينهم، واضطر الكثيرين منهم إلى اعتناق الإسلام. فمثلا، تعيش في دمشق عائلات من ذرية الجالية السامرية التي عاشت فيها حتى القرن السابع عشر، وقد اعتنقت جميعها الإسلام.
2. لا تُقدّس الطائفة السامرية مدينة القدس أبدا، ولا تطالب بأية حقوق دينية فيها، خلافا لبقية الديانات التوحيدية. في المقابل، فإن جبل جرزيم هو المكان الأقدس لدى السامريين، ولا يولون اهتماما للقدس.
3. عاش السامريون حتى نصف الأول من القرن العشرين في مدينة نابلس، ومن ثم انتقلوا إلى جبل جرزيم القريب وذلك لأسباب أمنية، وعاشوا في قرية لوزا. أما اليوم فيعيش نحو نصف أبناء الجالية السامرية، نحو 400 سامريا، في منطقة تل أبيب ولكن حتى يومنا هذا يستطيعون الدخول بحرية إلى نابلس.
4. عرفت الطائفة السامرية مدا وجزرا حادين في عدد أبنائها طوال سنوات. وفق التقاليد السامرية، فقد كان تعداد أبناء الطائفة السامرية في أيام مجدها في القرن الرابع للميلاد، أكثر من مليون سامري. في المقابل، حتى بداية القرن العشرين، فقد كان عدد أفرادها 120 سامريا فقط.
5. يحمل السامريون الذين يعيشون في قرية لوزا المجاورة لمدينة نابلس، الجنسية الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء. هناك لدى السامريين أيضا تمثيل نيابي في المجلس التشريعي الفلسطيني.
6. يُعرف عن الطائفة السامرية التي تعدادها نحو 800 شخص، أنها الطائفة الأصغر في العالم.
7. يجذب احتفالهم بعيد الفصح في جبل جرزيم، والذي يجتمع فيه أبناء الطائفة ويضحون 50 خرفانا بموجب التقاليد، جمهورا غفيرا. وقد شاركت في المراسم القديمة طيلة سنوات مئات الشخصيات العامة الفلسطينية، والإسرائيليين أيضا.
8. إذا أنشدتم على مسمع السامريين الأغنية “يا ظريف الطول” قد يندهشون، لأن ليس هناك اليوم سامريون يعيشون خارج حدود البلاد المقدسة، وظاهرة هجرة أبناء الطائفة نادرة.
9. وفق العقيدة السامرية، فإن النبي موسى هو الوحيد أبدا، ولا أنبياء سواه.
10. إن التوراة السامرية (تشبه جدا الأسفار الخمسة الأولى من التوراة اليهودية)، ليست مكتوبة بالعبرية أو العربية بل بلغة خاصة تستند إلى الأحرف العبرية القديمة. وتعود الكتابة القديمة الخاصة بالطائفة السامرية والتي نجحت في الحفاظ عليها حتى اليوم إلى القرن الثاني عشر. وفق التقاليد السامرية، فإن مصدر الكتاب المقدس للسامريين هو في “الدرج المقدس الموجود في نابلس”.