في القرن التاسع عشر مرّ اليهود في أوروبا بعملية مكثّفة من التحديث، العلمنة، والاندماج في المحيط المسيحي من حولهم. بدأت السلطات الأوروبية تفتح أمامهم فرص الاندماج في المجتمع العام، وفي أعقاب ذلك بدأ المجتمع اليهودي القديم بالانهيار. تشكّل التصوّر “الحريدي” في أوساط اليهود المتديّنين المحافظين كردّ فعل على عملية التحديث وانهيار المبنى الاجتماعي التقليدي للجاليات اليهودية في أوروبا.
مصدر التسمية “حريديون” هو في آية من الكتاب المقدس “اسمعوا كلام الرب أيها المرتعدون من كلامه” (سفر أشعياء، الأصحاح السادس والستون، 5) وإليكم بعض الخصائص والحقائق حول المجتمع الحريدي في إسرائيل اليوم:
1. إحدى القيم الرئيسية في المجتمع الحريدي هي الفصل بين الجنسين في جميع الأعمار، في النظام التعليمي بل وفي المناسبات العائلية. بالإضافة إلى ذلك من المعتاد تجنّب علاقات الصداقة بين الرجال والنساء غير المتزوجين أو أقربءا.
2. يرى المجتمع الحريدي، بالحاخامات المرجعية العليا، ليس فقط في الفتاوى والتوجيه الديني، وإنما في كل تفاصيل الحياة. أيضا فإنّ القادة العلمانيين الذين تم انتخابهم بشكل ديمقراطي وأيضا النظام القانوني الرسمي هم ذوو صلاحات أقل، في نظر الحريديين، مقارنة بالحاخامات.
3. معظم الرجال الحريديين لا يتجنّدون للجيش، رغم أنّ هناك قانون تجنيد إلزامي في إسرائيل لجميع المواطنين اليهود.
4. النظام التعليمي الحريدي منفصل عن النظام التعليمي الرسمي، ويتم الإشراف عليه من قبل وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية فقط بشكل جزئي، ويختلف منهاج التعليم فيه عن المنهاج الذي يتم تعليمه في المدارس الرسمية. بدلا من التعليم العالي (وبضمنه الرياضيات والإنجليزية)، يتم التركيز فيه على دراسة التوراة والدين.
5. يقاطع بعض الحريديين، ومن بينهم الكثير من الحريديين المقدسيين، الانتخابات الإسرائيلية لأسباب مبدئية. ورغم ذلك، هناك أحزاب حريدية تشارك في الانتخابات، وهي تركّز على التشريع الديني، انطلاقا من الطموح نحو التأثير في هوية دولة إسرائيل بحيث تُدار بموجب القوانين الدينية اليهودية فقط.
6. معظم الرجال الحريديين لا يعملون حتى بعد زواجهم. بدلا من ذلك يستمرون في تعلّم الدين. كنتيجة لذلك، يقع قلق كسب لقمة العيش على المرأة. وفقا للبيانات الرسمية لعام 2015، فإنّ أكثر من 70% من النساء الحريديات يعملنَ، بالمقارنة مع 45% فقط من الرجال الحاريديين.
7. معدل عدد الأطفال في الأسرة الحريدية هو 6.5. معدل المواليد في المجتمع الحريدي هو من الأعلى في العالم، ويبلغ 4%.
8. يتميّز اللباس الحريدي، وخصوصا للرجال، باللونين الأبيض والأسود المحافظين. بعض الحريديين يحافظون على اللباس اليهودي – الأشكنازي الذي كان شائعا في أوروبا قبل القرن الواحد والعشرين.
9. معدل الفقر في أوساط الحريديين في إسرائيل أعلى من المجتمع عموما. 57% من الأسر الحريدية تُعرَّف كفقيرة. وفي عموم المجتمع اليهودي في إسرائيل فإنّ 14% فقط يستوفون تعريف الفقر.
10.واليوم فإنّ 8% من مجموع السكان في إسرائيل يعرّفون أنفسهم كحريديين. حتى نهاية عام 2016، سيعيش في إسرائيل ما يقارب المليون حريدي. وفقا للتقديرات، إذا استمر معدّل المواليد العالي بين الحريديين في إسرائيل كما هو حاله الآن، فحتى عام 2020 سيشكّلون 17% من مجموع السكان في إسرائيل، وحتى عام 2050 سيشكّلون الغالبية في أوساط اليهود في جميع أنحاء العالم.