في النزاعات اللا نهائية في الشرق الأوسط حول كل قطعة أرض، تبرز قصة قرية الغجر. لبنان ليس معني بهذه القرية، ولا سوريا، وتشعر إسرائيل أنها قرية غريبة يمكن التخلي عنها.
إذا سألتم إسرائيلين ماذا يعرفون عن “قرية الغجر” فسيجيبون أنها مشهورة بالمخدرات، التهريبات، وهي قرية مقسمة بين لبنان وإسرائيل.
هذه القرية موحدة، لا حدود فيها، ولا يقيم الجيش الإسرائيلي فيها جولات أمنية. تقع الحدود الوحيدة لهذه القرية على الخارطة الدولية – وهي الحدود الزرقاء.
نقدم لكم عشر حقائق عن القرية المميزة لتتعرفوا عليها أكثر:
1. يُسمح لسكان القرية بدخولها فقط. يتعين على كل مَن يرغب أن يدخل إلى هذه القرية التي يقع جزء منها في لبنان وآخر في إسرائيل أن يقدم طلبا إلى الجيش الإسرائيلي. إذا لم يكن لديكم أقرباء في قرية الغجر فلن يسمح لكم بالدخول إليها. رغم ذلك، تجرى جولات قصيرة منظمة في القرية.
2. هذه القرية عمرها نحو 500 عاما. سكانها هم علويون من حمص، من عائلة الأسد.
3. سُميت القرية على اسم الغجر الذين تجولوا قريبا منها. عاش فيها الغجر أثناء تجوالهم في المنطقة قبل نحو 200 عام.
4. كانت القرية جزءا من لبنان ولكنها قُسّمت إلى قسمين وفق اتفاق سايكس بيكو التاريخي بين الإنجليز والفرنسيين. مع مرور الوقت، أصبحت القرية خاضعة للسيطرة السورية. هناك من يقول إن ذلك حدث عام 1949، ويقول آخرون إنه حدث أثناء الحرب على المياه بين إسرائيل وسوريا في عام 1964. فقد أراد السوريون تحويل نهر الحاصباني الذي يمر من تحت قرية الغجر، لمنع تدفقه إلى إسرائيل. خشي اللبنانيون من التعامل مع إسرائيل فنقلوا مسؤولية التعامل مع هذه القضية إلى السوريين. في عام 1982، أعلِن عن البلدة كمجلس محلي في إسرائيل بعد أن ضُمَت البلدة وهضبة الجولان إلى إسرائيل.
5. وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية، صحيح حتى عام 2016، يعيش في القرية نحو 2500 مواطن. إن معدل الحاصلين على شهادة إنهاء الثانوية، من بين طلاب صفوف الثواني عشر هو %85.7 وراتب سكانها الشهري هو 1857 دولارا تقريبا (6,507 شواكل).
6. في أيار 2000، قررت الحكومة الإسرائيلية سحب قوات الجيش بشكل أحادي من جنوب لبنان، لهذا حددت الأمم المتحدة الحدود. ولكن رفضت الحكومة اللبنانية التعاون بشأن الاتفاق على الحدود. عندها حدد ممثلو الأمم المتحدة أن الحدود بين لبنان وسوريا تمر في وسط قرية الغجر، لهذا يسمح لقوات الجيش والشرطة الإسرائيلية بالدخول إلى الجزء الجنوبي من القرية فقط.
7. لم تنشر الحكومة اللبنانية قواتها في جنوب لبنان، لهذا ظلت المنطقة خاضعة لسيطرة حزب الله. يقع اليوم جزء من القرية تحت السيطرة الإسرائيلية أما الجزء الشمالي فيقع وراء الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
8. تؤدي هذه الحقيقة إلى صعوبات لدى المواطنين. ففي الواقع، هم مواطنون إسرائيليّون، ولكن يقع جزء من منازلهم وأراضيهم الزراعية في لبنان، لهذا ليس في وسعهم الحصول على خدمات السلطات الإسرائيلية.
9. وفق القانون الإسرائيلي، يعتبر المواطنون في الجزء الشمالي من القرية “مواطنين إسرائيليّين يعيشون في أراضي دولة معادية”. تؤدي هذه الحقيقة إلى مشاكل كثيرة لدى الجيش والشرطة الإسرائيلية أيضا. فلا تدخل قواتهما علنا إلى الجزء الشمالي من القرية منعا لاتهامهما بخرق القانون الدولي، ولكن بهدف عدم دخول القرية، لم توضع عقبات في حدود القرية. بما أن الحكومة اللبنانية لا تفرض سيادتها على جنوب لبنان، أصبحت القرية مركز نشاطات للمجرمين ونشطاء حزب الله، إذ يستغل تجار المخدّرات الوضع لتهريب المخدّرات عبر القرية.
10 في المقابل، ظلت المنطقة الشمالية من القرية والمنطقة القريبة منها خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد أن تخلى الجيش عن كل الأراضي التي دخل إليها في حرب لبنان الثانية (عام 2006). بعد مرور نصف عام تقريبا من انتهاء الحرب، توصل الجيش الإسرائيلي إلى اتفاق مع اليونيفل والجيش اللبناني بشأن الحراسة في شمال القرية – كان من المفترض أن يُسمح للجيش بالتخلي عن السيطرة عن المنطقة الشمالية من القرية، ولكن لم يُصادق على الاتفاقات بعد أن تراجع الجيش اللبناني عنها.