الإسلام: دين المحبّة والسلام. يمكن سماع هذه الجمل الداعية إلى الخير والمحبّة على لسان كل مسلم، من أبناء الطائفة الأحمدية سواء في العالم أو في إسرائيل.
ومن لا يعلم عن المشاق العديدة التي يعيشها أبناء الطائفة الأحمدية في العالم عموما وفي أراضي السلطة الفلسطينية خصوصا، سيكون كما لو أنه لم يسمع في أي وقت مضى عن اضطهاد الأقليات ولم يعرف التاريخ الدموي للاضطهاد السياسي واضطهاد الأقليات الدينية في الشرق الأوسط.
الطائفة الأحمدية ليست حركة باطنية في الإسلام، وإنما يبلغ تعداد أفرادها كما ذكرنا عشرات الملايين من المؤمنين والذين يعيشون في 170 دولة، معظمهم في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا. يقع المركز العالمي للطائفة في لندن. في إسرائيل أيضًا هناك جالية أحمدية صغيرة نسبيًّا.
من أجل أن نفهم من هم؟ وما هي معتقداتهم؟ أمامكم 10 حقائق قصيرة وسريعة حول الأحمديين في العالم وفي إسرائيل:
1. الطائفة الأحمدية هي حركة إصلاحية عالمية جديدة. تأسست عام 1889 في مدينة قاديان في الهند. ادعى مؤسّسها، ميرزا غلام أحمد، أنّه النبي المصحّح والموعود والذي انتظر دعاة الأديان المختلفة ظهوره تحت أسماء وألقاب عديدة.
2. وفقا لكتابات الطائفة، فقد انتظر الهنود كريشنا، وانتظر اليهود والمسيحيون المسيح، وانتظر البوذيون بوذا، وانتظر المسلمون المهدي والمسيح. تحت التوجيه الإلهي، فقد جلب النبيّ المؤسس، ميرزا غلام أحمد، بشرى ظهوره كنبي مصحّح، يمثّل جميع هؤلاء الأشخاص الموعودين. كانت مهمّته إدخال البشرية كلها تحت كنف دين واحد ومعتقد واحد، كما يقول الأحمديون.
3. يعتقد الأحمديون بأنّهم يمثّلون الوجه الحقيقي للإسلام، الإسلام كطريقة حياة عالمية، المتسامح، والذي يدعو إلى محبّة الناس واحترام الآخر. يرى دعاة هذا الدين أنفسهم مسلمين بكل معنى الكلمة من الناحية الدينية وبأنّ الإسلام هو دين عالمي ويهدف إلى خدمة الإنسانية.
4. بعد تقسيم الهند إلى دولة ذات غالبية هندية ودولة مسلمة، انتقل الأحمديون من الهند إلى باكستان وانتقل المركز الديني إلى مدينة جديدة أسسها الأحمديون وهي ربوة. تمّ اضطهاد الحركة في باكستان على مدى سنوات وانتقل نشاطها الديني إلى لندن. وتتوزّع مراكز الحركة الأحمدية اليوم في دول عديدة.
5. بعد وفاة مؤسس الحركة الأحمدية (1908)، بدأت سلسلة الخلفاء في الإسلام من جديد. اختار أبناء الطائفة كبير الحكماء، مولانا نور الدين، الذي تولّى هذا المنصب حتى وفاته عام 1914. وهكذا استمرّت مؤسّسة الخلافة حتى يومنا هذا. ويتولّى المنصب في هذه الأيام الخليفة الخامس في العدد وهو ميرزا مسرور أحمد.
6. الأحمديون نشطون دعويا بطبيعتهم، نشروا معتقداتهم وطريقة حياتهم لملايين الناس حول العالم بواسطة مراكز الدعوة. وقد حرصوا أيضًا على ترجمة القرآن بكامله لأكثر من سبعين لغة عالمية، وترجموا كذلك آيات مختارة من القرآن ومن الحديث النبوي لنحو 130 لغة. وهناك في العصر الحاضر أيضًا قناة تبثّ موادّ دينية 24 ساعة في الأسبوع بواسطة الأقمار الصناعية، وهي قناة MTA International.
7. وكما ذكرنا يعتبرُ الأحمديون أنفسهم مسلمين بكل معنى الكلمة. فضلا عن ذلك، يدّعون أنّهم المسلمون الحقيقيون، وأنّهم يمثّلون الإسلام الحقيقي. في هذا الشأن يجب أن نقول إنّ المسلمين من التيار التقليدي يتعاملون مع الأحمديين باعتبارهم “غير مسلمين”، وذلك بشكل أساسيّ بسبب إيمانهم بأنّ النبي محمد ليس آخر الأنبياء في سلسلة الأنبياء الطويلة. يؤمن المسلمون الأحمديون بأن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود، بينما يرفض ذلك عامة المسلمين مصرحين بأن ميرزا غلام أحمد لم يكن مصداقا لنبوءات الإمام المهدي وأن لقب المسيح أعطي لعيسى وليس لأحد غيره، لذلك يعتبرونه مدعيا كاذبا للنبوة.فضلا عن ذلك، فقد اجتمع عام 1970 نحو 140 من كبار علماء الدين المسلمين وقرّروا بأنّ “القاديانية أو الأحمدية: حركة تخريبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي، والتي تدعي زورا وخداعا أنها طائفة إسلامية، والتي تختفي بستار الإسلام ومن أجل مصالح دنيوية تسعى وتخطط لتدمير أسس الإسلام ”.
8. يؤمن الأحمديون على سبيل المثال أنّ المسيح لم يصلب على الصليب ولم يصعد إلى السماء على النحو المبيّن في المعتقد المسيحي التقليدي. يدعي الأحمديون بأنّه بعد شنقه، أنزله تلاميذه عن الصليب وعالجوا جروحه على مدى ثلاثة أيام. ثم بعد ذلك تم تهريبه مع أبناء أسرته من فلسطين (أرض إسرائيل) باتجاه الهند، وعاش هناك وتوفي في سنّ 120. بحسب ادعائهم، يمكن العثور على قبره في مدينة سريناجار في كشمير.
9. الأحمديون في إسرائيل: في أواخر العشرينيات من القرن الماضي بدأ مبعوثو الأحمديين بالوصول إلى قرية تُدعى الكبابير، شمال إسرائيل. وصل المبشّر جلال الدين شمس، إلى حيفا عام 1928، التقى هناك ممثّلين عن القرية وبشبابها. في تلك الفترة كان أبناء القرية ينتمون إلى تيار الشاذلية (أخوية صوفية) وبعد الزيازة بدأت الأسر في الانضمام إلى الطائفة الأحمدية رويدا رويدا. واليوم يتركّز معظم الأحمديون في إسرائيل بالكبابير، حيث تم تأسيس المسجد الأول عام 1934 وبجانبه مركز ثقافي لنشر المعتقد الأحمدي.
10. تُدار شؤون الجالية الأحمدية في إسرائيل (والتي يبلغ تعدادها نحو 2000 شخص) من قبل لجنة إدارة منتخبة. بالإضافة إلى لجنة الإدارة ينظّم أبناء الطائفة تنظيمات فرعية: تنظيم الشباب، المجلس النسائي ومجلس كبار السنّ. ويترأس تلك التنظيمات الأمير المنتخب، ممثّل الطائفة المسؤول أيضًا عن الصلوات في المسجد والخطب يوم الجمعة والأعياد (يتولى هذا المنصب اليوم الشيخ محمد شريف). ومن الجدير ذكره أن جميع نشاطات الحركة مموّلة من قبل أبناء الطائفة الذين يساهمون شهريّا بمبلغ يتراوح بين 6.25% و 10% من دخلهم لخزينة الحركة.