كما في كل عام منذ 1979، يحيى الإيرانيون، اليوم الجمعة، ما يسمى ب “يوم القدس العالمي” الذي أطلقه المرشد الإيراني السابق الخميني، في أعقاب الثورة الدينية التي غيّرت واقع بلاد الفرس.
دورغم هدفه المعلن دعوة المسلمين للتضامن مع الفلسطينيين والقدس، يشير محللون إسرائيليون إلى أنه في الباطن يوم لكسب التعاطف مع الثورة الدينية الإيرانية على حساب الفلسطينيين، وأداة لمقارعة الدول السنية وعلى رأسها السعودية.
وقد حدّدت إيران أن يكون يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، في محاولة لربط بين المناسبة الدينية المهمة لعموم المسلمين وبين طموحاتها السياسية في المنطقة.
يوم القدس في ظل إعلان ترامب
ويأتي “يوم القدس العالمي” هذا العام بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إسرائيل عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ويخطط النظام الإيراني لإقامة مظاهرات ونشاطات عدائية ضد أمريكا وإسرائيل غير مسبوقة في أعقاب القرار، وأن يصعد اللهجة تجاه الحلفين.
إضافة إلى ذلك، ستكثف حركة حماس والجهاد الإسلامي، جهودهما لتصعيد المواجهات عند السياج الأمني مع إسرائيل بمناسبة يوم القدس، غدا الجمعة. كما رحبت الحركتان بالدعم الإيراني بعد شح قنوات الدعم العربية
حرق الأعلام
وواحدة من مظاهر “يوم القدس” التي تتردد كل سنة هي حرق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة في إيران، وعواصم عربية وأجنبية تتضامن مع إيران وحزب الله. فقد أدرجت إيران في يوم الاحتفالات المخصص للقدس، نشاطات للاحتفال بمنظمة حزب الله، حيث ترفع أعلام المنظمة التي تتعهد بتحرير الأقصى رغم أنها مشغولة في الراهن في سوريا واليمن وتنظر “الوقت المناسب” لتحرير القدس.
ومن المشاهد التي دخلت على يوم القدس العالمي هو حرق العلم السعودي، وإضافة عائلة “آل سعود” إلى قائمة القوات التي تعاديها إيران، وتربطها بيوم القدس.
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن نوايا إيران لو كانت غير واضحة في الماضي من رعاية ما يسمى “يوم القدس العالمي”، فهي اليوم لا تخفى عن عاقل. “وجود إيران وحزب الله في سوريا واليمن تدل على أن أولويات المشروع الإيراني في المنطقة لا تمت بصلة إلى القدس، وإنما همه نشر ثورته الدينية وحماية الأماكن المقدسة الخاصة بالشيعية أكثر من الأقصى” يقول هؤلاء.
ويضيفون “الطريق الأقصر لحشد التعاطف العربي مع مخططات لا تخدم الفلسطينيين حقيقة هو “مقارعة” إسرائيل، حسب تعبير المرشد الأعلى، وخلق الوهم بأن إيران وحزب الله هما من سيحرران القدس”.