أكثر من 96 ألف عضو يمكنهم اليوم انتخاب قائمة الليكود للكنيست القادمة. ووفقًا للتقديرات، من المتوقع أن تكون القائمة المُنتخبة يمينية أكثر من سابقتها، وستتشكل – بغالبيتها – من نواب كنيست حاليين وناشطين مُخضرمين في الليكود. ليس هناك شك أن رئيس الحكومة، نتنياهو، سيفوز بقيادة الحزب في المنافسة أمام منافسيه السياسيين، ولكن السؤال هو إن كان سيحصل على غالبية الأصوات رغم الانتقادات التي طالته، خلال ولايته السابقة، من قِبل أعضاء الليكود.
تعرف شخصيات في الحزب أن الضغط يتركز تحديدًا فيما يخص نواب الكنيست العشرة الأوائل. دائمًا ما كانت الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود هي انتخابات مشحونة، صراع طاحن على المراكز العشرة الأولى.
يعرف المرشحون أن احتمالات نجاح رئيس الحكومة الحالي، نتنياهو، هي أكبر من احتمال ترأس هرتسوغ وليفني (حزب العمل) للحكومة القادمة في آذار 2015 ولهذا يتنافسون للحصول على منصب وزير، رغم أن التاريخ يُثبت أن تعيين الوزراء ليس ذي علاقة بنتائج الانتخابات التمهيدية.
يُتوقع أن تكون إحدى المواجهات المثيرة للفضول على المركز الأول في القائمة: وزير الداخلية، جلعاد أردان – والذي ارتقت مكانته في الليكود بشكل كبير في الأشهر الأخيرة – يُعتبر واحدًا من المرشحين الأوفر حظًا لترأس القائمة، ومعه وزير المواصلات، يسرائيل كاتس.
يحظى كاتس، المُقرب من نتنياهو، بثلاث نقاط لصالحه: أصبح في الأشهر الأخيرة حليف نتنياهو، وحظي بوعد بأن يُعيّن في منصب وزير المالية؛ بالمقابل، هو يشغل واحد من أهم المناصب داخل الليكود منذ سنوات، السكرتير العام للحزب، وكذلك يُعتبر صاحب تأثير كبير على الآلاف من أعضاء الحزب.
أشار، بالمقابل، ناشطون في الآونة الأخيرة إلى وجود “صفقة ضخمة” للقيام باغتيال سياسي لنائب الكنيست المُتطرف، موشيه فيجلين، الذي حظي، خلال ولايته الأولى كنائب كنيست، بشعبية كبيرة ومُلفتة. قال أحد نواب الكنيست: “يجب الحذر من وضع فيجلين في منصب مُتقدم، هذا الأمر من شأنه أن يُعزز الطابع المُتطرف للحزب ويُبعد المُنتخبين، وتحديدًا على خلفية قائمة النجوم التي يعرضها رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت”.
وكيف ستبدو القائمة؟ ستتحول القائمة الوطنية، وفقًا للتقديرات في الحزب، إلى قائمة أكثر يمينية وتطرفًا من سابقتها: إلى جانب أردان ويسرائيل كاتس قد ينضم لقائمة النواب العشرة الأوائل (وليس بالضرورة حسب هذه القائمة) الوزير سيلفان شالوم، رئيس الكنيست يولي إيدلشتاين، رئيس كتلة الائتلاف زئيف إلكين، رئيس لجنة الخارجية والأمن يريف ليفين، نائب الوزير تساحي هنغبي ورئيسة لجنة الداخلية ميري ريغف.
برزت البارحة، داخل الليكود، توقعات متضاربة تتعلق بالتصنيف المتوقع لوزير الأمن، موشيه (بوغي) يعلون. قام يعلون بإنجازات ميدانية هامة في السنوات الأخيرة، ولكنه لا يعمل مع مقاولي الأصوات. يمكنه أن يكون بين العشرة الأوائل ولكنه قد يحصل أيضًا على نتيجة مُخيبة لأمله أيضًا.
واحدة من المنافسات الهامة المتوقعة هي فيما يخص النساء: فقد كلف نتنياهو نفسه إذ خصص مكانًا واحدًا للنساء في أول عشرين مقعدًا للكنيست وسيكون في المرتبة 15، بدل من المرتبة 10 و 20 كما كانت الحال في الانتخابات السابقة. يُعتبر هذا الرقم صغيرًا مقارنة بأحزاب أُخرى. تتمنى ثلاث نائبات كنيست – ميري ريغف، تسيبي حوتوبلي، وجيلا جملئيل، تجاوز هذا الحاجز والاندماج داخل القائمة في أماكن ملائمة اعتمادًا على قدراتهن.
تنتظر نتنياهو والمقربين منه، على أي حال، منافسة شديدة الليلة فيما يتعلق بتشكيل قائمة الليكود لانتخابات آذار 2015. كلما نجح مقربو نتنياهو بتولي المراكز المُتقدمة في القائمة يمكنه بذلك إقصاء معارضيه وهذا أيضًا سيفيد نتنياهو كثيرًا عندما تبدأ المفاوضات بخصوص تشكيلة حكومة إسرائيل القادمة.