عملية “الجرف الصامد” كما سمّت إسرائيل الحرب في الجنوب أو “العصف المأكول” كما تصفها حماس في قطاع غزة، هي عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بدأت في 8 تموز 2014، في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه السكان المدنيّين في جنوب إسرائيل.
نجحت الحرب التي بدأت بعد أسابيع طويلة من التوتر بين الجانبَين في أعقاب اختطاف وقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة واختطاف وقتل الفتى الفلسطيني، محمد أبو خضير، كعملية ثأر واستمرار إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية في جنوب البلاد، ونجحت هذه الحرب في حصد الكثير من الضحايا في الجانبين.
يشدد يوميات الأحداث الذي نعرضه أمامكم بشكل أساسيّ على معاناة الجانبين في أعقاب العنف المتواصل: من جهة قصف قوي لسلاح الجوّ الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن جهة أخرى، تتلقّى مدن كثيرة في إسرائيل ضربًا قويًا للصواريخ من قطاع غزة وتواجه محاولات تسلل إلى أراضيها من قبل مسلّحين قادمين من قطاع غزة عن طريق البحر أو الأنفاق.
في 17 تموز دخلت قوات الجيش الإسرائيلي البرّية إلى القطاع بهدف ضرب أنفاق الإرهاب ومنذ ذلك الحين تدور حرب قاسية برّية أيضًا ويعيش كلا الشعبين تحت ضغط شديد، معاناة وأمل بانتهاء ذلك قريبًا…
اليوم الأول: 8 تموز
قتل جنود الجيش الإسرائيلي قائد سفينة مطاطية من الكوماندوز البحري التابع لحماس، محمد شعبان، وثلاثة من الإرهابيين. في نفس اليوم قُتل 8 فلسطينيين غير متورّطين حين قصف سلاح الجوّ منزل عائلة كوارع في خان يونس. عرّف سلاح الجوّ هذه الحادثة بأنّها خطأ. هاجم الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 هدف في أنحاء القطاع وأطلقت حماس باتجاه إسرائيل أكثر من 150 صاروخًا، من بينها صواريخ طويلة الأمد وصلت حتى مدن المركز (تل أبيب)، وتم اعتراض معظمها من قبل نظام القبة الحديدية. أحبط الجيش الإسرائيلي في مساء ذلك اليوم تسلّلا لمقاتلي حماس من البحر إلى كيبوتس زيكيم المجاور للقطاع.
تم في غزة قصف أكثر من 200 هدف، 24 قتيلا.
أطلق على إسرائيل أكثر من 150 صاروخًا على بلدات المركز والجنوب من اتجاه غزة، دون وقوع إصابات في الأرواح.
اليوم الثاني: 9 تموز
قُتل في قصف جوّي للجيش الإسرائيلي حافظ حمد، أحد قادة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة، وقُتل معه خمسة من أبناء أسرته. وتمّ في المساء أيضًا قصف منزل رائد العطار، التابع للجناح العسكري لحركة حماس. وبالمجموع قصف الجيش الإسرائيلي نحو 230 هدفًا في ذلك اليوم.
طوال اليوم، أطلِق من غزة باتجاه إسرائيل نحو 130 صاروخًا على بلدات إسرائيل من بينها: سديروت، أشكلون، أشدود، تل أبيب وديمونا، وتم اعتراض بعضها من قبل القبة الحديدية وسقطت البقية في مناطق مفتوحة. أطلقت حماس في ساعات ما بعد الظهر صواريخ بعيدة المدى وصلت – ولأول مرة في تاريخ الصراع مع حماس في غزة – حتى شمال إسرائيل.
تمّ في غزّة قصف أكثر من 300 هدف، 38 قتيلا.
في إسرائيل 130 صاروخًا، دون وقوع إصابات في الأرواح.
اليوم الثالث: 10 تموز
سلاح البحريّة وسلاح الجوّ الإسرائيلي يواصلان مهاجمة المباني، يقذفان على الكمائن ومنازل عناصر حماس والجهاد الإسلامي. هاجم سلاح الجوّ – من بين أهداف أخرى – منزل عائلة الحاج في خان يونس بصاروخ قُتل جرّاءه ثمانية من أفراد العائلة. وقد قُصف أيضًا مقهى على شاطئ خان يونس وقُتل على الأقل ثمانية أشخاص. سُمعتْ – وللمرة الأولى – في إسرائيل صافرة الإنذار في المدن الشرقية مثل عراد. تمّ في الظهيرة إطلاق وابل كثيف على مدن الجنوب وتل أبيب. وأُطلقتْ الصواريخ في ساعات المساء باتجاه القدس. وأُطلِق وابل كثيف من عشرات الصواريخ باتجاه بئر السبع، تسبّب اثنان منها بضرر للمنازل.
قُصفت في غزة 210 أهداف، 23 قتيلا.
في إسرائيل 197 صاروخًا، دون وقوع إصابات في الأرواح، وتضرّرت بعض المنازل.
اليوم الرابع: 11 تموز
هاجم الجيش الإسرائيلي خلال اليوم خلايا إطلاق صواريخ في قطاع غزة وقتل 7 عناصر منتمية لحماس والجهاد الإسلامي. أطلِقت في المساء ولأول مرة صواريخ بعيدة المدى باتجاه مدينة حيفا في الشمال. في أشدود، أصاب صاروخ محطّة وقود وأصيب شخص واحد بجروح خطيرة. قرّرت إسرائيل في نفس اليوم أن تشغّل البطارية الثامنة من القبة الحديدية. احتدم القطاع الشمالي في إسرائيل، وأُطلِق صاروخ باتجاه مدينة المطلّة الشمالية من اتجاه لبنان. لم يحدث ضرر، هاجم سلاح الجوّ منصّات الإطلاق، وأصيب شخص واحد بجروح خطيرة وألقيَ القبض على الثاني من قبل القوى الأمنية اللبنانية على الحدود.
قُصف في غزة 235 هدفًا، 23 قتيلا.
في إسرائيل 137 صاروخًا، جريح واحد بجروح خطيرة، عدد من المنازل المتضرّرة، دون وقوع إصابات في الأرواح.
اليوم الخامس: 12 تموز
سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم ويقصف مسجدًا في منطقة بيت لاهيا. يدّعي الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنّ هناك إثباتات على أنّه تمّ في المسجد إخفاء وسائل قتاليّة كثيرة. تمّ أيضًا قصف مركز لذوي الاحتياجات الخاصّة وشرطة تابعة لحكومة حماس.
قرابة الساعة الثامنة مساءً، خرجت رسالة من قبل حركة حماس، في إطار مؤتمر صحفي، بأنّهم في الساعة التاسعة مساء سيُطلقون صواريخ من نوع J80 باتجاه إسرائيل وستتحدّى نظام القبة الحديدية. بعد ذلك بثّ تلفزيون حماس ساعة تنازلية تحسب الوقت المتبقّي، ولكنّ نظام القبة الحديدية اعترض الصواريخ الثلاثة التي تمّ إطلاقها وسقطت البقية في مناطق مفتوحة. لم تكن هناك إصابات، وحدثت أضرار خفيفة فقط من الشظايا.
قُصف في غزة 180 هدفًا، 48 قتيلا.
في إسرائيل 125 صاروخًا، دون وقوع قتلى.
اليوم السادس: 13 تموز
يتمّ تفعيل ضغوط كبيرة على الجانبين للتوصّل إلى وقف إطلاق النار. داهمت خلال المساء قوّة كوماندوز للجيش الإسرائيلي، السرّية 13، مجمّعًا في شمال القطاع للقضاء على خلية لإطلاق الصواريخ، قُتل 3 من عناصر حماس.
ابتداء من الصباح كان هناك إطلاق صواريخ قويّ باتجاه جميع مدن إسرائيل، تل أبيب، أشدود، أشكلون وريشون لتسيون والتي كانت تحت وابل كثيف من الصواريخ. كان هناك عدد من الأضرار في المباني وبعض الإصابات من الشظايا.
قُصف في غزة نحو 170 هدفًا، 13 قتيلا.
في إسرائيل 130 صاروخًا، وأضرار كبيرة في عدد من المباني، دون وقوع قتلى.
اليوم السابع: 14 تموز
المجتمع الدولي يطلب من إسرائيل وحماس دراسة المقترح المصري لخطّة وقف إطلاق النار، ويواصل في تلك الأثناء سلاح الجو الإسرائيلي بقصف الكثير من الأهداف لمنصّات الصواريخ، منازل القادة ومخازن الوسائل القتالية في القطاع. تواصل حماس إطلاق الصواريخ قصيرة المدى وطويلة المدى على البلدات الإسرائيلية.
قُصف في غزة نحو 160 هدفًا، 16 قتيلا.
في إسرائيل 115 صاروخًا، دون وقوع قتلى.
اليوم الثامن: 15 تموز
يجتمع المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية من أجل مناقشة المقترح المصري للوقف الفوري لإطلاق النار في القتال. بعد نقاش طويل، يعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنّ إسرائيل تقبل المقترح، ولكن حكومة حماس ترفض قبوله. وقف إطلاق النار ينهار، ويستمرّ القتال. قُتل مواطن في إسرائيل من إطلاق صاروخ قرب معبر إيرز في الحدود مع قطاع غزة.
قُصف في غزة 96 هدفًا، وعشرة قتلى.
في إسرائيل نحو 150 صاروخًا وقتيلا واحدًا.
اليوم التاسع: 16 تموز

يدمّر سلاح الجوّ منزل محمود الزهّار أحد قادة حماس البارزين. في إحدى هجمات الجيش الإسرائيلي، التي نفّذها سلاح البحرية، يُقتل 4 أطفال كانوا يلعبون في شاطئ البحر في غزة. تثير الحادثة اهتمامً دوليًّا. توافق إسرائيل على تجنيد 8000 جندي آخر من الاحتياط.
تواصل حماس إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
قُصف في غزة نحو 175 هدفًا، 27 قتيلا.
في إسرائيل 132 صاروخً، دون وقوع قتلى.
اليوم العاشر: 17 تموز
تعلن إسرائيل عن اجتياح برّي لقطاع غزة بعد موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية والحكومة الإسرائيلية. هدف الاجتياح البرّي هو العلاج الجراحي للأنفاق التي حفرتها حماس خلال السنين. في الساعة 4:30 صباحًا، تُحبط إسرائيل محاولة اختراق لـ 13 مقاتلا من حماس عن طريق نفق من قطاع غزة إلى منطقة كيبوتس صوفا.
بعد طلب من الأمم المتحدة، تعلن إسرائيل وحماس عن وقف إطلاق النار بين الساعات 10:00 صباحًا و 15:00 بعد الظهر لأغراض إنسانية. في المساء، تعترض إسرائيل طائرات دون طيار أطلقتْها حماس. يتزايد إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل لدى انتهاء وقف إطلاق النار.
في غزة 15 قتيلا.
في إسرائيل نحو 70 صاروخًا، دون وقوع قتلى.
اليوم الحادي عشر: 18 تموز
قُتل في تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومسلّحين في القطاع جنديّ من الجيش الإسرائيلي ويدمّر 14 مسلّحا فلسطينيًّا. بالمقابل، هاجم الجيش الإسرائيلي عددًا كبيرًا من الأهداف الإرهابية، من بينها مخازن للصواريخ بعيدة المدى والتي تمّ إخفاؤها في مستشفى بقطاع غزة.
تواصل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. أُطلِق وابل من الصواريخ باتجاه جنوب البلاد، بما في ذلك أشكلون، أشدود وبئر السبع. أُطلِق في ساعات المساء وابل من الصواريخ على مدن المركز.
في غزة 31 قتيلا.
في إسرائيل قتيل واحد.
اليوم الثاني عشر: 19 تموز
أعلنت الأمم المتحدة أنّ هذا هو اليوم الأكثر صعوبة من ناحية القتال والقتل من الجانبين. يترك عشرات الآلاف من الفلسطينيين منازلهم في شمال القطاع ويتوجّهون إلى مدارس الأنروا لإيجاد مأوى. قُتل جنديّان من الجيش الإسرائيلي في اشتباكات مع عناصر حماس التي حاولت التسلّل باتجاه مدن الجنوب في إسرائيل بواسطة نفق. يؤدّي صاروخ أُطلِق باتجاه إسرائيل إلى موت مواطن إسرائيلي آخر من البدو بالقرب من مدينة ديمونا.
في غزة 68 قتيلا.
في إسرائيل 3 قتلى.
اليوم الثالث عشر: 20 تموز
هذا هو اليوم الأفظع والأكثر دموية من ناحية الضحايا. تهاجم إسرائيل أهدافًا في حيّ الشجاعية في شمال شرق القطاع وتقصف بعض الأنفاق. قُتل خلال المعركة 13 جنديّا من لواء جولاني، 7 منهم جرّاء صاروخ مضادّ للدبّابات أصاب ناقلة الجنود المدرّعة التي كانوا بها. في الجانب الفلسطيني، ذُكر أنّ هناك 40 قتيلا وأكثر من 400 جريح في تلك الاشتباكات القاسية. حماس تطلب وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية لإخلاء المصابين، فيستجيب الجيش الإسرائيلي ويسمح بوقف إطلاق النار حتى الساعة 17:30 بناء على طلب الصليب الأحمر. ويقيم الجيش الإسرائيلي مستشفى ميدانيّا بالقرب من معبر إيرز لاستيعاب الجرحى الفلسطينيين.
تواصل إطلاق الصواريخ باتجاه بلدات المركز في إسرائيل.
في غزة 95 قتيلا.
في إسرائيل 15 قتيلا.
اليوم الرابع عشر: 21 تموز
ارتفعت حصيلة القتلى في عمليات قصف غزة الى اكثر من 500 فلسطيني في الهجوم الاسرائيلي المستمر لليوم الرابع عشر على التوالي على القطاع الفلسطيني على الرغم من الدعوات الى التهدئة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في اشتباكات مع حركة حماس اليوم (الاثنين) مما زاد عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 25 جنديا خلال يومين.
ولم يعط الجيش مزيدا من التفاصيل. وكانت وسائل إعلام محلية أفادت أنه كان هناك عدد من الوفيات حينما تسلل مقاتلون فلسطينيون تحت حدود قطاع غزة في وقت سابق عبر نفق.
أمل كبير في كلا الجانبين لإنهاء القتال.