في هذه الأيام، يصادف 77 عاما على مذبحة “الفرهود” التي قُتل فيها يهود عراقيون وكانت قد حدثت في بداية حزيران 1941. في تلك الحادثة الخطيرة المعروفة بـ “ليلة البلور ليهود العراق”، قُتِل 179 يهوديا وأصيب الآلاف، وتعرضوا للاغتصابات والتحرشات. يعتقد اليهود العراقيون أن مذبحة “الفرهود” شبيهة بالمذبحة التي نفذها النازيون قبل ثلاث سنوات من ذلك بحق اليهود في ألمانيا. وهم يدعون أن التحريض ضد السامية وصل من ألمانيا إلى بغداد وأدى إلى تلك الأعمال الرهيبة.
حتى الآن رفضت دولة إسرائيل، الاعتراف بالعلاقة بين مذبحة “الفرهود” وبين النظام النازي، لذلك لم تدفع تعويضات مالية للضحايا. في شهر شباط الماضي، رفضت إسرائيل شكاوى 2000 يهودي عراقي من الناجين من مذبحة “الفرهود” الذين طالبوا الاعتراف بهم كمتضرري الأعمال النازية. “ليس هناك مكان للجدل بشأن مسؤولية ألمانيا النازية لكارثة الشعب اليهودي”، كتب رئيس المحكمة المركزية في حيفا، رون شبيرا، ولكنه تحفظ معربا أنه لا يمكن نسب العلاقة بين ألمانيا النازية وبين “كل ما يتعلق بمذابح اليهود مهما كانت”.
في شهر آذار الماضي، قدم الناجون من مذبحة “الفرهود” التماسا إلى المحكمة العُليا، جاء فيه، من بين أمور أخرى: “وصلت موجات الكراهية، الوحشية، التي بدأت في برلين أثناء حكم النازيين إلى دجلة والفرات، وأدت إلى قتل اليهود. يهود العراق هم من متضرري الاضطهاد النازي”.
تحدثت آراء خبراء التاريخ، التي وصلت إلى المحكمة طيلة سنوات، عن العلاقة بين الحملة التسويقية النازية ومذبحة “الفرهود”. أوضح دكتور إدي كوهين، الذي يهتم بالحملات التسويقية النازية للدول العربية: “ساهمت الحملة التسويقية النازية باللغة العربية في إدخال ظاهرة معادة السامية المتطرفة إلى الشرق الأوسط. وعززت الكراهية ضد اليهود، حتى أدت إلى اندلاع مذبحة “الفرهود” وارتكاب عمليات القتل.
ولكن منذ بدأ الناجون في عام 2011 نضالهم، رفضت المحاكم الإسرائيلية ادعاءاتهم. “لا يشير أي من الحملات التسويقية النازية إلى أنها كانت السبب في كراهية اليهود واندلاع مذبحة ‘الفرهود’. لا يمكن أن نؤكد أن التحريض الألماني هو الذي أدى إلى مذبحة ‘الفرهود’،” كتب القضاة.
رغم ذلك، يأمل متضررو تلك المذبحة بأن تقبل المحكمة العليا ادعاءاتهم وتأمر الدولة بدفع تعويضات لهم مثلما دفعت لليهود الذين تضرروا من الأعمال النازية.