بعد انتظار طويل، شوق، أحلام، وخيبات آمال، سوف يحظى هذه اللية 82 يهوديا إثيوبيا بالالتقاء بأبناء عائلاتهم الذين يعيشون منذ سنوات في إسرائيل. ولكن إضافة إلى السعادة هناك مأساة أيضا في هذه القضية: قضية محزنة لخمسة شبان فقدوا والدتهم قبل لحظة كان يُفترض أن يصعدوا فيها على متن الطائرة.
قدمت واحدة من بنات العائلة وهي زاؤديتو تنسا (26 عاما) إلى إسرائيل وحدها قبل ثماني سنوات تقريبا. عمرها اليوم… وتعيش في كريات غات، متزوجة ولديها طفلان. تركت زاؤديتو والدتها أنكياه وأربعة إخوتها في إثيوبيا عندما قدمت إلى إسرائيل.
في عام 2015 بعد ممارسة ضغوط كثيرة من جهة الإثيوبيين الذين قدموا إلى إسرائيل تاركين وراءهم عائلاتهم، صادقت الحكومة على أن يقدم 9.000 من جماعة الفلاشا الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر المصادقة على مطالبهم، رغم أنهم لا يستحقون القدوم وفق حق العودة. وفق القرار تم السماح للأقرباء من الدرجة الأولى، لا سيما الوالدون والإخوة بالقدوم. قبل نحو عامين، وصلت مجموعة مؤلفة من 1.300 قادم، وسوف يصل اليوم 82 قادما جديدا برحلة جوية مسؤولة عنها الوكالة اليهودية أيضا. يتوقع أن يلتقي الأقارب القادمون من إثيوبيا والإثيبوبيون الذين يعيشون في إسرائيل، وذلك بعد انتظار طويل لهذا اليوم المميز. سوف يستقبل القادمين رئيس الوكالة، يتسحاك (بوغي) هرتسوغ.
من المتوقع أن تبكي زاؤديتو هذه الليلة أيضا، ليس بسبب الفرح فحسب، بل بسبب الحزن أيضا: ففي شهر كانون الأول عرف ممثل الوكالة اليهودية، أدناه تدله، في إثيوبيا، أن أنكياه ابنة 50 عاما قد أصيبت بمرض خطير. قبل بضعة أيام، من لقائها مع والديها، أخيها، ابنتها، وأحفادها، توفيت أنكياه ودُفنت في إثيوبيا. بعد وفاتها، كانت هناك مشكلة في أن يمارس أولادها الأربعة حقهم في القدوم إلى البلاد من ناحية تقنية. في ظل الظروف المأسوية، ووفق القانون، صادقت وزارة الداخلية على قدوم العائلة، ويتوقع أن يلتقي هذه الليلة أبناء العائلة مع زاؤديتو ، وسيشهد اللقاء الحزن والفرح في آن واحد، وذلك بعد وفاة الوالدة.