محلّلو الاستخبارات الإسرائيليون واثقون أنّ الجيش السوري هو الذي استخدم الأسلحة الكيميائية ضدّ أحياء عدة في ضواحي دمشق. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون يوم الأربعاء إنها “ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها الأسلحة الكيميائية”، مشيرًا إلى تقارير سابقة في السنة الماضية عن هجمات مشابهة، ولكن على نطاق أضيق. ويُظنّ أنّ صواريخ تحتوي على غاز الأعصاب “السارين” قد استُخدمت في الهجوم.
وقال وزير الدفاع، واصفًا الحرب الأهلية كصراع حياة أو موت بين العلويين والسنة، إنه لا نهاية منظورة للصراع. ”لا أرى نهاية لهذا الوضع، فحتى سقوط الأسد لن يؤدي إلى انتهائه”، أضاف في اجتماع في تل أبيب مع صحفيين إسرائيليين. ولاحظ وزير الدفاع تشكّل كيانات إثنية ومذهبية في سوريا. وتشمل هذه الكياناتُ الأكراد شمال شرقيّ البلاد، ذوو الصلة بالأكراد العراقيين، العلويين في المنطقة الساحلية المتصلة بدمشق عبر ممرّ ضيّق، والسنة في الشمال.
وذكر يعلون أنّ “نظام الأسد فقد السيطرة على سوريا، وهو حاضر حاليًّا في أربعين في المئة فقط من البلاد”. ورأى أنّ الصراع السوري ليس إثنيًّا – مذهبيًّا فحسب. ”فقد أصبح صراعًا إقليميًّا ودُوليًّا طويلَ الأمد”.
وشدّد على أنّ إسرائيل آثرت عدم التدخّل، بل الالتصاق بالخطوط الحمراء التي وضعتها للدفاع عن مصالحها الأمنية الحيوية.
وثمة ثلاثة خطوط إسرائيلية حمراء، وفقًا لوزير الدفاع:
أوّلًا: عدم السماح بنقل أسلحة متطورة إلى عناصر “غير مسؤولة”، في إشارة إلى حزب الله والمجموعات المؤيدة للقاعدة بين الثوار على النظام السوري. ثانيًا: عدم السماح بنقل أسلحة كيميائية إلى هذه المجموعات غير المسؤولة. وثالثًا: الدفاع عن سيادة إسرائيل.
وبما أنّ لبنان متّصل بالمحور المدعوم من إيران، فإنّ الحرب السورية تتسلل إليه، وفق يعلون.
وتعليقًا على الأحداث في مصر، قال وزير الدفاع إنّ “إسرائيل تنظر إلى الأحداث هناك بعين القلق، لا سيّما ما يختصّ بتجمّع الشبكات الإرهابية في سيناء، وخصوصًا قرب الحدود مع إسرائيل. لكنّ السياسة الإسرائيلية هي عدم التدخّل في ما يحصل في الجارة الجنوبية أيضًا، و”احترام” السيادة المصرية”.