اضطربت الشبكة العنكبوتيّة الإسرائيلية في أعقاب تقليد مؤذٍ لعضو الكنيست ستاف شافير من حزب العمل، والذي أدّاه الصحفي الكبير إرئيل سيغال في القناة 20 الإسرائيلية. ظهر سيغال وعلى رأسه شعر مستعار أحمر، وهو يقلّد شافير في أعقاب عامود رأي نشرته قبل ذلك بأيام.
وفي وقت لاحق من نشر ذلك العامود، والذي كتبت فيه عن حبّها لركوب الدراجات الهوائية، قال سيغال إنّ شافير تتمتع بالركوب على الدراجات الهوائية “من دون مقعد”. سخر سيغال من شافير وعرضها كشخصية طفولية متفائلة وغير عادية، وأنها تنتقد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لأنها ليست ذكية بشكل كاف لتفهم الوضع السياسي الإسرائيلي.
القناة 20 التي بُثّ هذا التقليد فيها هي “قناة التراث اليهودي”، والتي تهدف إلى بثّ مضامين تتعلق بالدين اليهودي. وفي الواقع تحولت إلى منصة لبرامج الشؤون الجارية والتي يعبّر فيها اليمينيون، مثل سيغال، عن آرائهم ضدّ اليساريين مثل عضو الكنيست شافير.
وعلّق الكثيرون في إسرائيل مصدومين من هذا التقليد المهين والتلميحات الجنسية التي تضمنها. وفي مواقع التواصل الاجتماعي كان هناك من اتهم سيغال بالبلطجة الجنسية، وأشاروا إلى أنّه لو قال هذه الكلمات مباشرة لشافير كان سيُتهم بالتحرّش الجنسي حقّا. وقال آخرون يعتبر تقليد سيغال ضمن حرية التعبير، ويمكن اعتباره ساتيرا ناجحة، ووصفوا المعارضين للتقليد أنّهم “يدعون التهذيب” وأنهم “المهذبون”.
وعلّقت شافير نفسها على الكلام في منشور كتبته في الفيس بوك، جاء فيه: “بُثّ هذا المشهد المقزّز بذريعة “برنامج الأحداث الساخنة” في قناة “اليهودية والتراث” – وهي قناة حاصلة على ترخيص للبثّ العام والتي يُفترض أن تبثّ برامج عن اليهودية، ولكنها لا تأبه للقانون”. وأضافت: “عندما يفتقد الإنسان إلى الأمور المثيرة للاهتمام للتحدث عنها، يبدأ بالتحرّش جنسيا بأعضاء الكنيست الإناث”.
وأضافت: “يحزنني أن على والديّ أن يسمعا مثل هذا الكلام عني. سيغال وأصدقاؤه يرفضون فهم ذلك، ولكن انتهى الزمن الذي كانت فيه السياسة نادٍ مغلق للرجال العدوانيين الذين يحاربون ضدّ كل تغيير جيّد يمكن أن يحدث. نحن نعيش اليوم في الحاضر، والعالم يتغيّر”.