يزور إسرائيل هذه الأيام غاري يوروفسكي، وهو الشخص المعروف في كل العالم بصفته “المرشد النباتي”، والذي تحظى محاضرته الشهيرة باسم “المحاضرة الأهم التي سوف تسمعونها في حياتكم” بملايين المشاهدات في موقع يوتيوب، وتأتي هذه الزيارة كجزء من حملته النباتية التوضيحية في العالم.
يودّ يوروفسكي أن ينقل رسالة مفادها أن استهلاك اللحوم وجميع المنتجات التي يكون مصدرها الحيوانات (كالبيض ومنتجات الألبان المختلفة) كل ذلك يعتبر من “القتل”، ولذلك فمن الممنوع أكلها. وهو يقارن في محاضراته التعامل مع الحيوانات بالعبودية، العنصرية الإنسانية، بل حتى المحرقة. بحسب ادعائه، فإن البشر يستعبدون الحيوانات ويسيئون لها، وهذا أمر غير إنساني وغير أخلاقي. يتساءل كذلك: إنْ كان هناك برأيكم ذبح إنساني للحيوانات، فهل هناك برأيكم شيء اسمه الاغتصاب الإنساني؟
يوروفسكي معروف بتطرفه، وأمثلته مبالغ بها قصدا، من أجل إثارة التفكير لدى البشر. في أحد البرامج الإسرائيلية الصباحية التي أجرت مقابلة مع يوروفسكي وصف الأولاد الصغار الذين يأكلون اللحوم بـ “القتلة”. وطالما أن تطرفه يتمثّل بالكلام، فليس هناك الكثير من المشاكل، ولكن على ما يبدو أنه تخطى الحدود هذا الأسبوع، وذلك حين قام بمهاجمة صحفي إسرائيلي فقط لأنه يرتدي معطفا من الجلد.
وقد شارك يوروفسكي في إطار زيارته للبلاد في برامج تحقيق للإعلامية الإسرائيلية الشهيرة ميكي حييموفيتش، والمعروفة كمؤيدة لحياة نباتية في إسرائيل. وكان الإعلامي أرئيل سيجل قد شارك هو كذلك في البرنامج، وطلب منه أن يعبر عن رأيه بخصوص ذبح الحيوانات، ثم بشكل مفاجئ، دون إبلاغه مسبقا، ظهر غاري يوروفسكي وبدأ بمواجهته.
ذكر سيجل في العمود الذي كتبه حول الحدث بجريدة “معاريف” تحت عنوان “السلوك الحيواني للمرشد النباتي”، ذكر أن يوروفسكي أحدث معه شجارا، وتمنى أن يغتصبوه هو وأولاده لأنه ارتدى معطفا من الجلد، واقترب إليه بحيث لم يكن هناك سوى 2 سم بينه وبين وجهه مهددا إيّاه. “إنه رجل مضطرب العقل. يبحث عن الدماء”، هكذا كتب سيجل، وقال بأنّ: “يوروفسكي قام بشكل مفاجئ ودفع مقعدي.. وقعت على الأرض…”.
وبحسب ادعاء سيجل، وكثيرين غيره، فإنّ الحوار النباتي أصبح عنيفا ومتطرفا بإيحاء يوروفسكي. وغدت محاضرة الشبكة الخاصة به أمرا شهيرا في إسرائيل، بل تجمع حوله جمهور من المشجعين، بعضهم من المشاهير، ولكن بحسب ادعاء سيجل، فإن مضمون المحاضرة هو نسيج من الانحرافات والأكاذيب وأنصاف الحقائق والديماغوغية الرخيصة. يقول سيجل: “من المهم التركيز على نغمة العنف. على التصريحات التي تنادي بالاغتصاب الجماعي لنساء يلبسن الفراء”.
ويؤكد يوروفسكي بنفسه أن كل ما حدث في الواقعة هو “تبادل للاتهامات” ومشادّة حامية بين شخصين، ولا يفهم ما هو الخطأ في ذلك. في أعقاب الواقعة، بالمناسبة، ألغيت إحدى المحاضرات التي تم التخطيط لها في إحدى الجامعات الكبرى في إسرائيل.
وبعد هذا الحدث، أصبح اسم يوروفسكي عنوانا، ونشأت حرب افتراضية في الشبكات الاجتماعية بين مؤيدي يوروفسكي، الذين يبررون هجومه ضد الذي ارتدى معطفا من الجلد (“قاتل للحيوانات ويتباهى بجثّة كما لو أنها جائزة”)، وبين الذين يعارضون الكلام العنيف ويفضلون أن تُترك لهم الخيارات الأخلاقية ليختاروها بأنفسهم. وليسوا مستعدين على وجه الخصوص لتحمّل الغطرسة الأخلاقية من قبل من يضرب الناس، ولكنه يشفق على الحيوانات.
شاهدوا محاضرة يوروفسكي: