أفرزت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية عام 2013 أن لبيد دون شك هو نجم حقيقي، فقد حصد الإعلامي في السابق بزعامة حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) 19 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنسيت ال 19، متقدما على أحزاب قديمة ومعروفة في إسرائيل. واستطاع لبيد بعد إنجازه غير المسبوق نيل وزارة المالية في حكومة نتنياهو، لكن القصة اتخذت منحى جديدا بعد هذه الخطوة، فقد اكتشف الإسرائيليون أن لبيد في وظيفته الجديدة ليس مخلّصا كما روّج في الانتخابات. فهل يحاسبه الإسرائيليون في الانتخابات الحالية؟
من هو يائير لبيد؟ وكيف أصبح نجما سياسيا بهذه السرعة؟
هاوٍ للملاكمة
ولد لبيد عام 1963، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد. تلقى تعليمه في تل أبيب ولندن، حيث زاول مهنة الإعلام، وقد كتب في الصحف المشهورة في إسرائيل مثل: معريف ويديعوت أحرونوت. وعمل في التلفزيون الرسمي والتجاري. وألّف لبيد10 روايات، معظمها من النوع الدرامتيكي، حيث تعتمد على عنصر التشويق، وحظيت هذه الروايات على إعجاب الكثيرين في إسرائيل.
إضافة لذلك، مارس لبيد في شبابه رياضة الملاكمة، وهو ما زال يحافظ على لياقة بدنية جيدة، ويُظهر انه ضليع وقوي. وقرص بعض النواب من الكتل اليمينية النجم السياسي الجديد زاعمين انهم لا يراهنون على قدرة بقاء لبيد في حلبة المصارعة السياسية، لكن لبيد أثبت أنه يملك مهارات سياسية تفوق مهارات كثيرين في إسرائيل.
ويذكر ان اسم لبيد اتصل ب “قانون لبيد”، وهو مشروع قانون ينص على منع الإعلامين من استغلال منصبهم في تمهيد الطريق للسياسة. وإن خرج هذا المشروع الى حيز الوجود فسيُجبر الإعلاميين والصحافيين بالتقاعد لفترة لا تقل عن سنة، قبل خوض أي عمل سياسي.
على غرار والده يوسي “تومي” لبيد
تنطبق مقولة “فرخ البط عوام” على يائير لبيد، فهو ابن السياسي المعروف يويسي “تومي” لبيد، والذي عمل أيضا في مجال الصحافة والإعلام وقاد بعدها حركة “شينوي” تعني “تغيير”. وحصلت الحركة عام 2003 على 15 مقعد في الكنيست ال16 وشغل خلالها “تومي” لبيد منصب وزير العدل ونائب رئيس الوزراء.
وعُرف لبيد “الأب” بأفكاره ومواقفه العلمانية. واعتبر ممثلو الأحزاب الدينية في البرلمان الإسرائيلي، طموحات لبيد “الابن” السياسية، انها ستكون نسخة طبق الأصل لأبيه، أي خصما لدودا لمواقفهم الدينية المتحفظة، وبالفعل كان لبيد وحزبه “يش عتيد” من المؤيدين لقانون تجنيد الشبان المتدينين للجيش الإسرائيلي.
لبيد يجسد الإسرائيلي الجديد
يعتمد يائير لبيد منذ أن انتقل إلى السياسة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يحرص على التواصل مع أتباعه على صفحة “فيسبوك” الخاصة به، حتى أصبح محط انتقاد السياسيين الإسرائيليين أنه يدير وزارة المالية من خلال “فيس بوك” ولا يحضر الجلسات المهمة في البرلمان، خاصة تلك التي تطالب المعارضة الإسرائيلية بإقامتها لاستجوابه على أدائه.
ومما جاء في صفحة “فيسبوك” الخاصة بلبيد عن رؤيته الاجتماعية، متأثرا بالاحتجاجات الشعبية التي ظهرت في إسرائيل عام 2011، “السنوات الأخيرة أوضحت لنا (الإسرائيليين) انه يتعين علينا أن ننشأ بنية جديدة للتعايش المشترك، لا تستند فقط إلى ضرورة الصمود في وجه أعدائنا… يجب علينا بناء نظام مدنيّ جديد”.
لبيد وزيرا للمالية
رغم ان لبيد يركز في حملة الانتخابات الراهنة لحزبه “يش عتيد” على انجازات الحزب على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وأبرزها تقليص عدد الوزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى 18 وزيرا بعد أن وصل عددهم في الحكومات المتعاقبة ل40. ويقول لبيد إن التغيير الذي أحدثته “يش عتيد” في هذا المضمار قلّص من المصاريف الحكومية مما يعود على المواطنين بالنفع.
ورغم الانجازات التي يتحدث عنها لبيد، يشعر إسرائيليون كثيرون، خاصة أولئك الذين ينتمون للطبقة الوسطى، وكانوا أكثر المؤيدين للبيد، بخيبة أمل لفشله في تحقيق وعود الإصلاح. ويواجه لبيد اليوم صعوبة في إقناع الإسرائيليين “المجربين” بعد أن كان وزيرا للمالية بقدرته على إحداث الإصلاح، لا سيما أن كثيرا من وعوده السابقة ارتطمت بالائتلاف الحكومي الذي قرر الانضمام إليه.