هل تعود إسرائيل مجدداً لتنفيذ سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس ؟
توافق اليوم الأحد، الذكرى السنوية الحادية عشر لاغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته طائرات إسرائيلية بعد خروجه من مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة اثر تأديته صلاة الفجر.
أمامكم لمحة عن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية وما الذي وقف وراء صنع قرارها:
سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد ضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لإسرائيل. نجا ضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قتلت زوجته وابنته، لكن لم يتضح بعد إن أصيبَ، وإن حدث ذلك، فما هو وضعُه.
طبعًا، قبل عقد من الزمن، كانت طريقة الاغتيالات استراتيجية ناجحة للغاية للجيش الإسرائيلية ، وأدت إلى ردع وخسائر كبيرة في صفوف حماس. هذه هي الاغتيالات الأبرز:
أحمد الجعبري: اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة ضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه. طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع حملة “عمود السحاب”.
سعيد صيام: اغتيل صيام، الذي تولى وزارة الداخلية والأمن القومي في حكومة حماس في غزة، في أواخر حملة “الرصاص المصبوب”، في 15 من شهر كانون الثاني 2009. عُرف عنه بأنه أحد المتمسكين بالنهج الأيديولوجي والسياسي الأكثر تطرفًا من بين قواد حماس ويعد مؤسس القوة التنفيذية للحركة. طُرد صيام إلى لبنان سنة 1992 بعد أن سجن على إثر تورطه في نشاطه في الدرجة المتوسطة في حماس. نجا صيام، الذي طاردته فتح أيضًا، من محاولات اغتيال عديدة قبل أن تنجح طائرات سلاح الجوّ باغتياله مع أخيه إياد.
عبد العزيز الرنتيسي: حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية.
أحمد ياسين: وهو الشخصية الأرفع في حماس التي اغتالتها إسرائيل، وكان مؤسس وقائد الحركة. عُرف بإعاقته التي جعلته يجلس على كرسي متحرك، وادعي أنه في الماضي في عمر 16 وقف على رأسه على شاطئ غزة، وقع وأصيب بعموده الفقري. حكم على ياسين بالسجن المؤبد سنة 1991 إثْرَ تورطه بقتل جنديَين إسرائيليين أواخر الثمانينات، لكن ياسين أطلق سراحه من السجن في إطار صفقة مع الأردن بعد محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمان. بعد إطلاق سراحه من السجن استمر ياسين في نشاطاته، وفي سنة 2003 جرت محاولة فاشلة لاغتياله. في آذار 2004 نجحت طائرات سلاح الجو في تصفيته، وقُتل معه خمسة من حراسه الشخصيين.
صلاح شحادة: رئيس الذراع العسكرية لحماس في قطاع غزة، اغتيل في 22 تموز سنة 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية. أثار اغتياله السؤال حول أخلاقية طريقة الاغتيال الموجّه بعد أن قُتل معه 14 إنسانًا بريئًا، منهم امرأته وإحدى بناته، قتلتا في القصف الذي استُخدمت فيه قنبلة وزنها طنّ ألقيت على البيت الذي مكث فيه. نسبت إسرائيل لشحادة تخطيطات لعمليات تخريبية عديدة، منها قتل خمسة تلاميذ حلقات دينية في عتسمونا وقتل أربعة جنود من الجيش في ثكنة أفريقيا في جنوب القطاع.
يحيى عياش: الاغتيال الأهم الأول الذي نفذه الجيش ضدّ مسؤول من حماس. عُرف عياش بلقب “المهندس” واغتاله الشاباك سنة 1996 بواسطة هاتف نقال مفخخ. لقد كان من منشئي الذراع العسكرية لحماس، كتائب عز الدين القسام، وكان رئيسًا لها. عُرف عياش بأنه أحد المسؤولين عن إدخال طريقة التفجيرات الانتحارية في التسعينات، كجزء من صراع الفلسطينيين في إسرائيل. نُسبت لعياش سلسلة طويلة من العمليات التخريبية التي نفذت في هذه الفترة في إسرائيل وحصدت حياة ما يفوق مئة إسرائيلي، منها التفجير في خط 5 في تل أبيب سنة 1994، قُتل فيه 22 شخصًا.