توفي أمس (الثلاثاء) المطرب إريك آينشتاين عن عُمر يناهز 74 عامًا، إثر جلطة في الشريان الرئيسي.
وكان المطرب يُعتبَر كبير المطربين في تاريخ دولة إسرائيل، بفضل عمله على مدى سنوات طويلة مع كبار المؤلفين والمطربين الإسرائيليين. في السنوات الماضية، أبطأ من وتيرة عمله في المجال الموسيقيّ، لكن أُعلن هذا الأسبوع عن نيته كتابة عمود أسبوعيّ في صحيفة معاريف.
كان آينشتاين من الموسيقيين الذين يحظون بالتقدير، الناجحين، المحبوبين، والأكثر تأثيرًا في تاريخ الموسيقى الإسرائيلية. كان عضوا في فرقة “هناحال” العسكرية، “بتسيل يروك”، “ثلاثية جسر اليركون”، “النوافذ المرتفعة”، كما كان جزءًا من “عُصبة لول” (مجموعة فنانين إسرائيليين، ممثلين ومغنين عملوا بشكل أساسيّ في السبعينات). بين أشهر أغانيه “أني فِ أتا” (أنا وأنت)، “ساع لِئاط” (سِر ببطء)، “يوشيف عال هجادير” (جالس على الجدار)، “سان فرانسيسكو عال هماييم” (سان فرانسيسكو على الماء)، “شير شِل أحري مِلحماه” (أغنية ما بعد الحرب)، وغيرها الكثير.
مسيرته الموسيقيّة
وُلد آينشتاين في تل أبيب باسم أرييه آينشتاين. كان في حداثته عضوًا في حركة “هشومير هتسعير” (الحارس الشاب)، وكذلك بطل البلاد في القفز العالي ورمي الكرة الحديدية. كما كان لاعب كرة سلّة في فريق الشباب التابع لهبوعيل تل أبيب. أجرى آينشتاين اختبارًا في فرقة هناحال (الفرقة العسكرية الأشهر في الجيش الإسرائيلي) قُبَيل خدمته العسكرية، وقُبل في الفرقة. بين الأغاني الضاربة التي أدّاها في إطار فرقة هناحال أُغنيتا “يا يارياح” (يا قمر)، و”رواح ستاف” (ريح الشتاء).
خلال سنوات طويلة بعد ذلك، أنتج وأعاد توزيع أغانٍ لعددٍ من الموسيقيين والمطربين الإسرائيليين الكبار أمثال حانوخ شالوم، صديقه القديم. صدر عام 1970 فيلم “شَبلول” (الحلزون/ الكسول) من بطولة “عُصبة لول” وأثمر ألبومًا أُطلق بعده، يُعتبَر حتى اليوم أحد الألبومات الأكثر تأثيرًا في الموسيقى الإسرائيلية. أصدر آينشتاين وحانوخ ألبومًا مشتركًا باسم “بلستلينا”.
عام 1995، أصدر الألبوم “يش بي أهفاه” (لديّ محبة)، وعام 1999، أصدر مع حانوخ الألبوم المشترك “موسكات” (مسقط)، الذي يُعدّ أحد أكثر ألبوماته نجاحًا.
عام 2005، ظفر آينشتاين بجائزة سلطة الكتّاب والملّحنين (أكوم) على سيرة حياته في تأليف الأغاني العبرية. عام 2006، نال جائزة خاصّة لإسهامه الطويل الأمد في الموسيقى الإسرائيلية في مراسيم توزيع جوائز خاصّة بقناة الموسيقى. وكما هو معروف، لم يذهب آينشتاين لاستلام الجائزة إثر ابتعاده الكلي عن الإعلام. في السنة نفسها، في ذكرى ميلاده السابعة والستين، صدر ألبومه “رجاعيم” (لحظات). وفي نهاية السنة نفسها، صدر الكتاب المؤسس على عشرات ساعات المحادثة بين الكاتِب علي موهر وآينشتاين، “هذا هو نفس الحب/ السيرة الذاتية برؤوس أقلام”.
في إطار احتفالات دولة إسرائيل بعيدها الستين، اختير آينشتاين “مطرب الستين” في اقتراع أجرته القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي.
عام 2010، كان آينشتاين أكثر فنّان يُستمَع له في المحطات الإذاعيّة في إسرائيل، حسب معطيات سلطة الكتّاب والملّحنين (أكوم). واحتفاءً بعودة الجندي جلعاد شاليط من الأسر، أطلق آينشتاين عام 2011 أغنية “عخشاف كشِأتا كان” (الآن، إذ أنتَ هنا).
غائب لثلاثين سنة
خلال التسعينات، أبطأ آينشتاين من وتيرة إطلاق أغانيه. وبالمقابل، لم تعُد شعبية إصداراته الجديدة آلية مثلما كانت في الماضي. أدّى انعزاله بين أسرته وأصدقائه ورفضه الظهور بشكل علنيّ إلى إبداء الجمهور اهتمامًا أقلّ بأغانيه الجديدة وأكثر بأعماله القديمة، التي أضحت كنوزًا دائمة القيمة في الغناء العبريّ. ومن الألبومات التي سجّلها في التسعينات، يُذكَر خصوصًا ألبوما “يش بي أهفاه” (لديّ محبة – 1995) و”موسكات” (مسقط – 1999)، الذي كان ثمرة تعاون فريد بين آينشتاين وصديقه القديم، شالوم حانوخ.
عُرف آينشتاين بآرائه ودعمه لليسار الإسرائيلي، بما في ذلك الدعم الذي لا لبس فيه الذي أعرب عنه أكثر من مرة لعملية السلام والاتفاق السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
من الأقوال القليلة التي تُنسَب له يمكن التعلّم عن شخصيته المتواضعة واشمئزازه من عالَم الإعلان وحنينه الكبير للماضي: “لطالما كنت أرفض الجوائز. أنا أغنّي، وهذا كافٍ. كل التصنيفات والجوائز تقلّل من قيمة الأمر نفسه، وأنا لا أتنازل عن مبادئي حتّى لو مُنحتُ مليون دولار. يسألونني دائمًا إن كنتُ أرفض أيضًا جائزة إسرائيل، ونكتتي هي أنه كلما كان مبلغ الجائزة أكبر كان رفضي أشدّ. أكبر جائزة بالنسبة لي هي المحبة التي أنالها”.
ومن الاقتباسات الأخرى لآينشتاين: “أنا جرثومة حنين، لديّ انقسام دائم، رِجل في الماضي، وأخرى في الحاضر”.
لذكرى المطرب، اخترنا لكم إحدى أشهر أغنياته “أني فِ أتا” (أنا وأنتَ)
الكلمات:
أنا وأنتَ سنغيّر العالم
أنا وأنتَ، ثم يلحق بنا الآخرون
قالوا ذلك قبلًا
لا يهمّ – أنا وأنتَ سنغيّر العالم
أنا وأنت سنحاول من البداية
سيكون سيّئًا، لا يهمّ، ليست كارثة
قالوا ذلك قبلًا،
لا يهمّ – أنا وأنتَ سنغيّر العالم
أنا وأنتَ سنغيّر العالم
أنا وأنتَ، ثم يلحق بنا الآخرون
قالوا ذلك قبلًا
لا يهمّ – أنا وأنتَ سنغيّر العالم