توفي الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس، فجر اليوم (الأربعاء) عن عمر يناهز 93 عاما بعد أن أصيب بجلطة دماغية قبل أسبوعين، وأمس تدهورت حالته الصحية.
وُلد بيريس في بولاندا عام 1923 باسم “شمعون بيرسكي”، وقدم إلى إسرائيل في سنة 1934. لقد تعلم بيريس في مدرسة زراعية. عمل في تربية المواشي وكان راعيا، ولكنه برز أكثر في وظيفة أمين الصندوق.
بعد أن أصبح أحد قيادي حركة “الشّبيبة العاملة”، لفت انتباه القيادات الصّهيونيّة في إسرائيل، وانضمّ للعمل مع دافيد بن غوريون. عند بلوغه 30 عامًّا فقط، أشغل بيريس منصب المدير العام لمكتب الدّفاع الإسرائيليّ. لقد أشغل المنصب طيلة سنوات الخمسينات، وشغل منصب مهمّ في إقامة معمل البحث النّوويّ في ديمونا.
إن تقدُّم بيريس لم يتوقّف، وتابع إشغال العديد من المناصب، بصفته نائب وزير ووزير. عُيّن في عام 1974 وزيرًا للدّفاع في حكومة إسحاق رابين الأولى. عُيّن بيريس على رأس قائمة “حزب العمل” عشية انتخابات 1977، ولكن بعد ذلك خسر الانتخابات مرتين، وانتُخب رئيسا للحكومة فقط في عام 1984.
شغل بيريس منذ عام 1987 منصب وزير الخارجية، وقد بدأ في إطار هذا المنصب التمهيد لإجراء مباحثات مع الأردن ومع الفلسطينيين. كان من المبادرين إلى اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها عام 1993، والّتي أفضت إلى تسوية بين إسرائيل ومنظّمة التّحرير الفلسطينيّة، وإقامة السلطة الفلسطينيّة. في أعقاب اتفاقية أوسلو، حصل كل من بيريس، رابين وياسر عرفات، على جائزة نوبل للسلام وبهذا تحوّل بيريس من الرّجل الّذي يهتمّ بتسلّح جيش إسرائيل إلى رجل يحارب من أجل السّلام. تم خلال عهده أيضًا توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن.
بعد اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين عام 1995 عُين بيريس بدلاً منه رئيسًا للحكومة.
تم انتخاب شمعون بيريس رئيسًا لدولة إسرائيل عام 2007، ومنذ تلك اللحظة أصبح يتخطّى كلّ جدل وبات محبوبًا من قِبَلِ كل الشعب.عمل خلال شغله منصب الرئيس على إرساء مبادئ المساواة ووحدة الشعب، وحاول بكل قوته تشجيع العودة إلى العملية السياسية والحوار مع الفلسطينيين. وأيضًا بعد أن أنهى مهام منصبه كرئيس تابع العمل، من دون توقف، على دفع تحقيق السلام قُدما، واستمر، على الرغم من عمره المُتقدم، بلقاء شخصيات من كل العالم.
تزوج بيريس من سونيا وأنجبا ثلاثة أولاد: تسفيا وهي الابنة البكر، وولدان وهما يونتان ونحميا (حمي).