جاء في صحيفة “الشرق الأوسط” أمس، نقلا عن مصدر عربي لم يذكر اسمه، أن أهالي منطقة بعلبك، معقل الطائفة الشيعية وحزب الله في لبنان، طالبوا الشيخ محمد يزبك، وهو عضو شورى حزب الله، بوقف إرسال أبنائهم للقتال في سوريا. وقالت العائلات الشيعية، المعروفة بطاعتها العمياء للحزب الشيعي، إن “مشاركة أبنائهم في الحرب ضد الشعب السوري بحجة الدفاع عن النظام السوري أمر معيب”.
وانخرط حزب الله في الحرب السورية منذ سنة ونصف السنة، بعد أن تضعضعت سلطة بشار الأسد وأصبح يفقد أجزاء كبيرة من البلاد. وقامت إيران، التي أنشأت الحزب الشيعي في سوريا ولبنان، وتمول نشاطاته في المنطقة، باستدعاء أمين عام الحزب، حسن نصرالله، للقاء سري، أخبرته خلاله بقرارها سند الأسد.
وقبِل نصر الله رغبة المرشد الأعلى، علي خامئني، وبدأ مقاتلو حزب الله بالتدفق إلى سوريا. وتفيد التقديرات بأن 2000 مقاتل من حزب الله دخلوا إلى سوريا، وأن الحزب أقام أربعة قيادات تشرف على القتال، ومركز للقيادة في دمشق. ووصل تدخل الحزب أوجه خلال المعركة على بلدة القصير الحدودية.
وازداد الضغط على حزب الله في لبنان جرّاء تدخله في الشؤون السورية، وخرجت فئات عديدة في لبنان للاحتجاج على تدخله السافر، وتأجيج الحرب الطائفية في لبنان والمنطقة. وحتى أن الانتقادات للحزب جاءت من الأمين العام السابق لحزب الله، الشيخ صبحي الطفيلي، والذي هاجم تدخل الحزب في سوريا قائلا إن “زجّ إيران له في المعركة سيفتح الباب واسعا أمام حرب بين السنة والشيعة”.
ودفعت ظروف الحزب الصعبة، داخليا وخارجيا، عددا من قياداته إلى عقد اجتماعات لمناقشة مستقبل الحزب في ظل الحرب السورية، والاتفاق على إيفاد بعثة من الحزب للذهاب إلى إيران بهدف توضح العواقب الوخيمة المترتبة على تدخل الحزب في الحرب السوري، ماديا ومعنويا. وذكرت مصادر أن إيران قد تبعث المزيد من المقاتلين الإيرانيين لتخفيف أعباء حزب الله في سوريا.
وحتى الآن، أرسلت إيران معدات وأسلحة استراتيجية إلى سوريا بشكل منتظم، وأفادت الصحف بأنه خلال الفترة ما بين 27 أبريل (نيسان) و1 مايو (أيار) هذا العام، غادرت إيران 11 شحنة على متن طائرات شركة “ماهان”، وطيران الجيش “سها” وشاحنات نقل بري عبر العراق.