ثمة ظاهرة آخذة بالانتشار في لبنان، تتمثل بإقدام مسلمين شيعة على رسم وشم “ديني” على أجسامهم. وأبرز هذه الوشوم وشم الأمين العام لحزب الله، نصرالله، فالإمام علي، وزينب ابنة علي، وغيرهم من رموز الطائفة الشيعية. وحسب وكالة “أسوشيتد برس” فقد ازدادت الظاهرة زخما في أعقاب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.
والدافع الرئيس لمن يقدم على هذه الخطوة “الفنية” هو التعبير عن الفخر بالانتماء للطائفة الشيعية في وجه الحرب التي يراها البعض حربا بين السنة والشيعة، لا سيما أن الرئيس السوري، بشار الأسد، ينتمي إلى الطائفة العلوية، والمعارضة السورية بمعظمها الساحق سنية، وعلى الأرض حزب الله الشيعي أسرع إلى نجدته.
ومن الوشوم الرائجة وشم رقم “313”، الذي يعبّر عن عدد “أصحاب الإمام المهدي”، الإمام الغائب لدى الشيعة، وهم الذين سيشكلون أركان القيادة التابعة له بعد ظهوره مجددا في لاعالم ليخلصه من الظلم.
ويقول راسم وشوم يعمل في الضاحية، معقل حزب الله في جنوب لبنان، تحدث إلى مراسل “أسوشيتد برس”، إنه يرسم 3 أو 4 وشوم أسبوعيا، وجميع زبائنه ينتسبون إلى حزب الله ويقاتلون في سوريا. وأضاف 25 من زبائني قضوا في الحرب في سوريا.
وحسب رجل الدين اللبناني الشيعي، محمد مهدي الأملي، فإن الوشوم تعبير شكلي عن الإيمان وحسب تفسره “الشيعة يعيشون في هذه الأيام مأزقا كبيرا.. وهم يرسمون الوشوم ليعززوا شعور الانتماء”.
وليس الجميع يدخلون صالون رسم الوشوم بحس ديني قوي، فثمة من يلجؤون إلى هذا الفن من باب استقطاب الأنظار والجذب، فكما يقول شاب لبناني شيعي، الوشم بالنسبة له أداة لاستقطاب أنظار الفتيات في البحر وربما الارتباط بمعجبات به.