سعى وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الثلاثاء خلال جولته التي تشمل إسرائيل والأردن والسعودية إلى طمأنة حلفاء واشنطن القلقين في المنطقة حيال الاتفاق النووي مع إيران.
والتقى كارتر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشد المنتقدين للاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الدول الكبرى وإيران، قبل أن يزور الأردن الذي يعد حليفا رئيسيا في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال كارتر لجنود من ست دول ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في قاعدة جوية شمال شرق الأردن إن “للولايات المتحدة وإسرائيل التزاما مشتركا لمواجهة النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة”.
وأضاف أن نتنياهو “أكد بوضوح أنه لا يوافقنا الرأي فيما يتعلق بالاتفاق الذي توصلنا له مع إيران حول برنامجها النووي، لكن الأصدقاء بامكانهم أن يختلفوا في الرأي”.
وأكد كارتر “سنستمر في العمل مع إسرائيل وشركاء آخرين في المنطقة لمواجهة الخطر الإيراني، حتى ونحن نفعل المثل بخصوص مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وشدد نتنياهو خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في القدس على معارضته الاتفاق مع إيران. وقال إن “الاتفاق سيضع إيران على عتبة ترسانة نووية كاملة في غضون عقد من الزمن”.
وحطت طائرة كارتر القادم من إسرائيل عصر الثلاثاء في قاعدة جوية عسكرية شمال – شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا حيث التقى عددا من رفاق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم الدولة الاسلامية حرقا مطلع العام الحالي، بحسب مراسل فرانس برس.
وكان مشهد حرق الطيار، الذي أسر بعد تحطم طائرته في سوريا، حيا والذي بث عبر شريط مسجل في شباط/فبراير أثار موجة غضب عالميا وسط دعوات للقضاء على التنظيم الارهابي.
وتستخدم القاعدة الجوية التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية من قبل عدة دول ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة يقوم بعمليات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وتحدث كارتر إلى مجموعة صغيرة من المهندسين المسؤولين عن صيانة طائرات اف16 الأميركية في أحد المخازن في القاعدة. وقال الوزير الأميركي “يجب أن يهزم هذا العدو. هذا سيحدث لان الحضارة تهزم دائما البربرية”.
وأضاف أن “هذا يتطلب الوقت والشجاعة” مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “والجميع خلفكم 100 % وهناك دعم واسع للقتال ضد التنظيم”.
والتقى كارتر بعيدا عن الصحافيين نحو 150 إلى 200 جندي من جنود التحالف الدولي من جنسيات مختلفة وتحدث اليهم بحسب مسؤول أميركي يرافقه.
وسيلتقي وزير الدفاع الأميركي الأربعاء رئيس الوزراء الأردني وزير الدفاع عبدالله النسور الذي تشارك بلاده في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، كما يشارك الأردن في عمليات تحالف عربي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
ومن المقرر أن يغادر كارتر، الذي زار إسرائيل قبل الأردن، المملكة الأربعاء متوجها إلى السعودية في زيارة يتوقع أن تركز على القلق الخليجي تجاه الاتفاق مع إيران.
وتتصاعد مخاوف الدول الخليحية السنية تجاه الاتفاق مع إيران، العدو اللدود، معتبرة أن هذه الصفقة ستزيد قوة قادة إيران الشيعية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه ينوي طمأنة الدول الخليجية بشأن الاتفاق حول النووي الإيراني وذلك في حديث تبثه الثلاثاء قناة العربية.
وقال كيري مشيرا إلى إجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في قطر في الثالث من أب/اغسطس “سأستعرض بالتفصيل كل الطرق التي تجعل المنطقة أكثر أمانا بسبب هذا الاتفاق”.
وأضاف في مقابلة مع قناة العربية “سابحث ايضا معهم مطولا في ما ستفعله الولايات المتحدة بالتعاون معهم لإبعاد التهديد الإرهابي (…) المقلق بالنسبة لهم أيضا”.
وتؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي. ودافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء عن الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى الذي وصفه “بالمتوازن”، موضحا امام النواب انه كانت هناك ضرورة للقبول بان المفاوضات تتطلب تسويات.
وفي خطاب القاه أمام مجلس الشورى شدد ظريف على أن الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي بين إيران والقوى الكبرى سيضمن رفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة والغرب على إيران بسبب برنامجها النووي.
وفي المقابل وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية لعقد على الأقل لكنها ستواصل تخصيب اليورانيوم وسيسمح لها بمواصلة الابحاث وتطوير تكنولوجيا نووية حديثة.