عاصفة في إسرائيل بسبب تصريحات وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، المُثيرة للجدل. في مؤتمر عُقد أمس في قيصريّة، قال بينيت على مسمع ممثلي صندوق زيادة تعليم اليهودية في إسرائيل: “أرى أهمية في تعليم دروس اليهودية والتفوّق فيها أكثر من تعليم الرياضيات والعلوم”.
عمل بينيت ذاته في مجال التقنية العالية، ودفع قُدما برنامجا لتعليم الرياضيات في إسرائيل. لذلك تابع قائلا: “من الصعب عليّ، ولكن بصفتنا دولة عُظمى في مجال التقنية العالية، تُوفّر معلومات وتجديدات للعالم، علينا أن نكون دولة عُظمى في مجال العلوم الإنسانية وأن نُقدّم معلومات في هذا المجال للعالم أيضا.
أثارت أقوال بينيت سخطا شديدا ودهشة في أوساط الكثيرين في الجمهور العلماني في إسرائيل. “إذا كان وزير التربية والتعليم يُفكّر هكذا، فلا أريد أن يتعلم أولادي في المدارس”، كتب والد قلق في الفيس بوك. “بدلا من دفعنا قُدما، ما زال يشدنا نحو الخلف إلى القرون الوسطى. لا شك أن تعليم اليهودية هام ولكنه لا يتفوّق على العلوم”.
كذلك تواردت الردود من أحزاب اليسار، وادعت أن بينيت يدفع قُدما “نوعا من اليهودية” في الوقت الذي يدعم فيه تيارات يهودية أرثوذكسية ويتجاهل التيارات الأخرى في اليهودية، ويتجسد ذلك في ميزانيات المؤسسات التربوية. “لن نسمح لبينيت بشطب اليهودية التي لا تتماشى مع معاييره الضيّقة لتعريف “ما هو يهودي”، ولن نسمح “للبيت اليهودي” في أن يجعل أولادنا يرجعون إلى الدين بأسلوب تمويهي من “المعرفة الروحانية”، كتبت رئيسة حزب ميرتس، عضو الكنيست زهافا غلؤون.
وفي المقابل، حظي بينيت، تحديدا، بتأييد جمهور المتديّنين. “في حين يفتخر وزير الدفاع بتناوُل طعام مُحرّم، يُصرح وزير التربية والتعليم بفخر عن حقيقة أن: اليهودية تتربع على سُلم الأفضليات”، كتب أحد الداعمين.
رد بينت على الأقوال بعد أن لاحظ أنه أثار ضجة وذلك في مقابلة مع إذاعة الجيش، إذ قال إنه مُندهش من الخوف من التعلّم عن قادة يهود وأضاف: “لسنا قادرين على ضمان قيام دولتنا اليهودية من دون الإلمام بالتوراة… بصفتنا يهودا، فلا يكفي أن نكون شعب يتقن المعرفة بالتقنيات الناشئة بل علينا أن نكون شعبا يعرف التوراة ويفهمها أيضا”.