قبل عدة أسابيع، وقفت والدة الجندي الإسرائيلي المحتجز جثمانه في قطاع غزة، ليئة غولدين وزوجها سمحاه غولدين أمام مسيرة العودة الأولى على الحدود مع قطاع غزة. أعلنت إسرائيل أن هدار غولدين قُتِل، بعد أن اختطفه نشطاء حماس في غزة خلال هدنة وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية في عام 2014. بعد عشرة أيام تقريبا من ذلك الوقت، اختُطف الجندي شاؤول آرون من ناقلة جنود مدرعة إسرائيلية في حي الشجاعية على يد حماس أيضا.
وصل والدا الجندي غولدين المحتجز جثمانه لدى حماس إلى الحدود وناشدوا إعادة جثمان ابنهما والأسرى الآخرين المحتجزين لدى حماس، إذ إن جزء منهم هم مواطنون. “لم نتخذ خطوة كهذه سابقا. منذ أسابيع يتظاهر الفلسطينيون وهم يرفعون توابيت أولادنا. كنا لطفاء وقتا طويلا، ولكن انتهى ذلك”.
كان هدار غولدين جزءا من قوات الجيش الإسرائيلي وكان يبحث عن أنفاق تحت الأرض في غزة. وقد نفذ إرهابي انتحاري عملية فجر نفسه فيها بالقرب من هدار. عندما تصاعد الدخان إثر الانفجار لم يعد غولدين هناك. اعترفت حماس أنها احتجزته، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جندي مفقود وميت.
في نهاية الأسبوع، قال سمحاه، والد هدار، للنشرة الإخبارية في التلفزيون الإسرائيلي، “اعتقدنا أنه عندما يقول ممثلو الحكومة لنا إنهم سيبذلون قصارى جهودهم لإعادة هدار، فهم يقولون الحقيقة”. ولكننا فقدنا ثقتنا بهم. “سئمنا”، قالت ليئة والدة هدار. “لا تريد الحكومة ووزير الدفاع إعادة هدار”.
وأضاف والده قائلا: “ليست هناك قيم لدى هؤلاء الأشخاص [الزعماء الإسرائيليين] ولا يعرفون كيف يتخذون قرارات. لهذا علينا أن نهتم بأن يعلّم الجمهور زعماءه القيم، الدوافع لشن الحرب، وأنه يجب إعادة الجنود عند خوض الحروب”. يدعي الوالدان اليأسان بعد محادثات كثيرة مع القيادة الإسرائيلية والحجج الكثيرة التي سمعاها، وبعد مرور أربع سنوات تقريبا منذ احتجاز جثمان ابنهما في غزة، أن القيادة الإسرائيلية قررت “التخلي عن الجنود”.
لخصت والدة هدار أقوالها في أعقاب النضال المتواصل لإعادة ابنها قائلة: “لم نتفرغ بعد للحداد على ابننا. نشعر بألم كبير. ولكن بعد إعادته يمكن أن نبدأ بالحداد”.
جاء في رد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي على أقوال عائلة غولدين: “تبذل دولة إسرائيل قصارى جهودها، علنا وسرا، لإعادة المفقودين إلى إسرائيل. حفاظا على سرية خطواتها المختلفة، لن نتطرق إلى هذه الجهود. تعمل الحكومة الإسرائيلية، والمسؤول عن الأسرى والمفقودين وطاقمه كل ما في وسعهم لإعادة الجندي الإسرائيلي والمواطنين المحتجزين لدى حماس وسيواصلون عملهم الدؤوب”.