“هل شعرت، أنت أو أحد زملائك، بالتهديد من جانب حماس؟” هكذا تبدأ قائمة الأسئلة التي نُشرت أمسِ في الواشنطن بوست، وتطالب بتحدي مراسلي وسائل الإعلام الدولية التي تغطي أزمة غزة.
تظهر قائمة الأسئلة كما هي، دون مقدمات وتحليلات. ليست هناك إجابات صحيحة أو غير صحيحة، وإنما فقط الحقيقة الشخصية لأولئك الصحفيين. مع ذلك، تبرز من خلال الأسئلة انتقادات واضحة لحماس، التي تقيّد كثيرًا حرية التعبير، وكذلك للصحفيين، الذين تعرض غالبيتهم صورة منحازة لصالح الفلسطينيين، من غير طرح أسئلة صعبة، ومن غير تحدي أنفسهم أو جمهورهم بأسئلة صعبة.
تتطرق أغلبية الأسئلة إلى حرية التعبير والرقابة التي تفرضهما حماس، مباشرة أو مواربة، على كل تغطية من القطاع. إليكم بعض منها:
“هل أنت مقيّد في قدرتك على بث التقارير التي تراها في غزة؟”
“هل ضغطت عليك حماس لحذف أي معلومات كنت قد صورتها؟”
“هل أخذت حماس، أو هددتك مرة بأن تأخذ منك الهاتف النقال، الحاسوب النقال، أو الكاميرا؟”
وأيضًا: ما رأيك في تصريح المراسلة الإسبانية التي أبلغت أن حماس تعدم كل من صور إطلاق الصواريخ؟
الانتقاد في هذه المرحلة تلميحيّ فقط، لأنه إن كانت الإجابة على كل هذه الأسئلة هي “لا”، فليس في هذا -ظاهريًّا- أية مشكلة. فيما بعد، تتحوّل الأسئلة إلى أسئلة ثاقبة أكثر، سواء تجاه عمليات حماس والأونروا في القطاع، وسواء تجاه التغطية غير المتوازنة لأغلب المراسلين في غزة:
“هل رأيت بأم عينيك مقاتلي حماس في غزة؟”… “إن حدث ذلك، لماذا لم تبث تقريرًا عن وجود مقاتلي حماس في غزة، وإنما تبث تقريرًا غير مباشر عمّا فعل الجيش الإسرائيلي حسبما قالت حماس؟”
“يقع مقر القيادة والتحكم لحماس تحت مبنى المستشفى. هل هذا يستحق التقرير؟ هل طلبت إمكانية الوصول إلى رجال حماس لإجراء مقابلة معهم؟
“هل سألت متحدثي حماس لماذا يحاولون قتل الأولاد حينما يطلقون الصواريخ للفئات المدنية؟”
“هل قابلت أحدًا ما من وكالة الأونروا حول حقيقة أن حماس تخزّن القذائف في نطاق المدارس، وحول الطريقة التي وصلت بها القذائف للجزء الداخلي”؟
يتطرق قسم من الأسئلة إلى النشرات السابقة للمراسلين من غزة، التي تدل على التقرير الإشكالي للمراسلين الآخرين من ناحية أن الاستثناء يثبت القاعدة:
” لقد غرّد نك كيسي من وول ستريت جورنال أنه يجب أن نفكر كيف يشعر الفلسطينيون المرضى الذي يعرفون أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء من أجل الدعاية. هل فكرت أن تسأل المرضى كيف يشعرون حيالَ هذا؟
“وما رأيك أن كيسي قد حذف بسرعة هذه التغريدة؟”
“بث مراسل شبكة RT هاري بيير تقريرًا عن إطلاق الصواريخ قريبًا من فندقه. هل انتبهت لإطلاق الصواريخ من مكان قريب من فندقك؟”
“ما هي ردة فعلك على أن المراسل بيار طُرد من غزة جرّاء هذه التغريدة؟ هل تخاف أن تُبعد أنت أيضًا عن غزة؟”
“بثت مراسلة صحفية تقريرًا أن قيادة القسام لحماس موجودة مقابل غرفة طوارئ الشفاء، لكن حُذف التقرير. هل أحسنتِ الكاتبة حين حذفت التقرير، وهل يمكن إيجاده في مكان آخر؟”
يلخص السؤال الأخير حقيقة الهدف من نشر القائمة:
”هل وسائل الإعلام العالمية التي تبث تقارير من غزة حرة من أي ضغوط أو تهديدات، أو أن المشكلة قائمة، وكيف تنوي أن تجابهها؟”