استأنفت القوى العالمية جهودها لإبرام اتفاق مبدئي للحد من أنشطة البرنامج النووي الايراني خلال محادثات في جنيف اليوم الأربعاء بينما أبدت كل من روسيا وبريطانيا ثقتهما في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وفي إطار المساعي لإنهاء نزاع طويل وتجنب اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط اقتربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران بشأن حجم أنشطتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات وذلك خلال مفاوضات جرت في وقت سابق هذا الشهر.
وقال مسؤولون كبار من الدول الست منذئذ إن التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن خطوات لبناء الثقة بات ممكنا رغم تحذيرات الدبلوماسيين من أنه لا تزال هناك بعض الخلافات التي تحول دون إبرام اتفاق.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم إن الخلافات المتبقية بين ايران والقوى العظمى بشأن اتفاق محتمل للحد من أنشطة البرنامج النووي الإيراني ليست كبيرة وإن اتفاقًا تاريخيًا في المتناول. وقال هيغ في مؤتمر صحفي في اسطنبول “الخلافات المتبقية بين الأطراف بسيطة وأعتقد أنه يمكن تجاوزها بالإرادة السياسية والالتزام”.
ومضى يقول “إنها فرصة تاريخية لبناء اتفاق بشأن الحد من انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وربما وضع علاقتنا مع إيران على مسار مختلف. إنها أفضل فرصة منذ فترة طويلة لإحراز تقدم في إحدى أخطر مشاكل السياسة الخارجية.”
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم إن طهران لن تتخلى عن حقوقها النووية وأنه حدد “خطوطًا حمراء” لفريق التفاوض الإيراني في جني،. في خطاب ألقاه في طهران أمام أعضاء في “الباسيج”، ميلشيا تابعة للحرس الثوري. ودعا خامنئي إسرائيل خلال الخطاب “الكلب المجنون” الذي يوجه اتهامات مرارًا وتكرارًا تجاه إيران مدعيًا أنها تشكّل تهديدًا على العالم.
وتابع قائلا: “لا يظهر من قبل إسرائيل غير الأمور السيئة وهي كينونة غير قانونية”، مضيفًا أنه يجب على إسرائيل أن تختفي لأنها “قامت بالقوة”. واتهم خامنئي فرنسا أنها “تخضع إلى الولايات المتحدة” وكذلك “ترضخ للنظام الإسرائيلي”.
وقال هيغ عند سؤاله عن تصريحات خامنئي “هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق وهذا هو الوضع بغض النظر عن التعليقات التي تتردد في أنحاء العالم أو التصريحات الجديدة.”
وتطرقت حكومة فرنسا إلى أقوال خامنئي ونشرت في ساعات الظهر تقريرًا قالت فيه أن رئيس فرنسا، فرنسوا هولاند، يعتقد أن أقوال الرئيس الإيراني تجاه إسرائيل “غير مقبولة”، وتلحق تهديداته الضرر بالمفاوضات. وكذلك تم القول أن مجلس وزراء هولاند يتناول الشأن النووي الإيراني، وعلى الرغم من الاختلافات فإن باريس تأمل بعقد صفقة.
ويجدر الذكر أن الدول العظمى كانت في الأسبوع الماضي على وشك عقد صفقة مع إيران، ولكن بناء على ضغط الفرنسيين وإصرارهم على شروط الصارمة للصفقة فلم يتم عقد الصفقة فعلا. أثنوا في إسرائيل على أن فرنسا تعمل على “الحفاظ على مصالح الغرب”.
وفي تصريح يدل على مدى التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، اليوم “على إسرائيل أن تبحث عن حلفاء جدد تتشاطر معها مصالح مشتركة”، مشيرا إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة باتت ضعيفة.
وأوضح ليبرمان قائلا إن أمريكا تتعاطى مع تحديات كثيرة، وفي مناطق عديدة مثل “كوريا الشمالية، وباكستان، وأفغانستان، وإيران، وسوريا، ومصر، والصين”’.