أحمد الطفل السوري- عامر دكة
اخترتُ هذا العام التركيز تحديدا على الموضوع الأكثر تغطية في العالم: الحياة الجهنّمية التي يعيشها اللاجئون السوريون في أنحاء العالم. إذ تُحطّم الحرب الأهلية السورية كل جزء صغير من الإنسانية، وتفكك صعوبات الوصول إلى الحرية الأسر والعالم صامت.
زرتُ هذا العام بعض الجرحى السوريين في مستشفى المدينة الإسرائيلية الشمالية، صفد، على الحدود السورية الإسرائيلية، حيث يتلقى هناك الكثير منهم علاجا طبيًا متواصلا حتى شفائهم وإعادتهم إلى بلادهم. والتقيتُ أثناء زيارتي بالعديد من الأسر الثكلى، وشهدتُ حزنا كبيرا وعيونا يائسة. لا تزال شقاوة الطفل أحمد، الذي تهشّمت ساقه تماما من قذيفة ألقاها نظام الأسد في فناء منزله بدرعا، مؤثرة فيّ روحيًا ونفسيًّا. من كان يصدّق أنه بعد عشرات السنين من العداء بين إسرائيل وسوريا تُفتح الأبواب وتسقط الحواجز وينجح طفل واحد، لم يبق له الكثير في هذه الحياة، في الوقوف على رجليه بل ويطلب مني أن ألعب معه بالكرة. شقاوة تلك الولد هي بمثابة بصيص من الأمل في نظري.
الضابط الإسرائيلي الذي أنقذ حياة منفّذ عملية الطعن الفلسطيني في الضفة الغربية – يؤاف شاحام
جعلت الانتفاضة التي ضربت جميع أنحاء الضفة الغربية ودولة إسرائيل في الثلث الأخير من عام 2015 ملايين الناس يواجهون حالات صعبة تتطلّب اتخاذ قرارات مثيرة للجدل. على سبيل المثال، الحالة التي واجهها الملازم أول موشيه كوهين، في الجيش الإسرائيلي، وهو المسؤول الطبي الإقليمي عن منطقة شمال الضفة الغربية. لقد سارع الملازم كوهين والطاقم الطبي إلى معالجة الجرحى في ساحة عملية إرهابية في الضفة الغربية، واكتشفوا أنّ الجريح الأكثر تضرّرا في المكان هو فلسطيني حاول طعن الجنود. في مقابلة خاصة بموقع “المصدر” سألنا كوهين: هل فكرت أثناء تقديمك العلاج للشاب بأنّك تعالج شخصا حاول قتل إسرائيليين؟ فأجاب: “في اللحظة التي تعالج فيها شخصا ما تتركز فقط بما تعلّمت، كيف تعالجه، وليس بأي شيء آخر. ولا تنشغل بأي شيء آخر إطلاقا”.
يهود وفلسطينيون في الطريق نحو الشفاء- هداس هروش
اخترتُ مقالا كتبته كعامود شخصي شاركتُ فيه القراء تجربتي أثناء تطوّعي في جمعية “الطريق نحو الشفاء”. كان التطوّع في الجمعية أحد الأشياء الأكثر أهمية مما قمتُ به في السنة الماضية، وفي نظري، فالمقال ينقل جيّدا الأهمية الكبيرة لنشاط الجمعية: سواء كان يجري الحديث عن مساعدة المرضى، أو اللقاء المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كبشر يلتقون معا، وليس كأعداء من جانبي الصراع الذي لا ينتهي بين الشعبين. لقد أثار المقال، الذي كان مهمّا جدّا بالنسبة لي، ردود فعل عديدة، وأثّر فيّ أحدها بشكل خاصّ، عندما تحدث مواطن غزّي كيف تلقى المساعدة من الجمعية عندما احتاج إلى علاجات طبية في إسرائيل. وكلي أمل أن يقرأ المزيد والمزيد من الناس هذا المقال، ينشروه، ويدركوا أننا جميعا في الشرق الأوسط بشر، وإذا استطعنا أن نساعد بعضنا البعض بدلا من إيذاء كل منا الآخر، فستكون الحياة هنا أجمل بكثير.
“بروفايل” دونالد ترامب- المصدر
لماذا “بروفايل” المرشح الرئاسي دونالد ترامب مهم؟ لأن الرجل منذ أن دخل حلبة الانتخابات الأمريكية، بات يتصدر العناوين في أمريكا والعالم دون انقطاع. فقد استطاع ترامب خلال عام 2015، بتصريحاته المثيرة ومواقفه العنصرية وأسلوبه الغريب، أن يتحول إلى ظاهرة إعلامية بارزة. ولا ننسى تفوقه في استطلاعات الرأي الأمريكية. طبعا لن ينتهي الحديث عن ترامب بانتهاء العام الجاري، لأنه سيرافقنا خلال عام 2016. ومن يدري؟ ربما يصبح – في حين تفوق على خصومه في الحزب الجمهوري- رئيسا لأمريكا!