يعود اسماعيل هنية، القيادي الحمساوي البارز، الى قطاع غزة مجدداً خلال أسابيع قليلة مقبلة بعد اجتماعات ونقاشات مطولة عقدت في قطر بين قيادات حماس لبحث مرحلة ما بعد خالد مشعل، الذي تنتهي حقبة رئاسته للمكتب السياسي بداية العام المقبل ليحل محله شخصية أخرى تقود الحركة، التي تعاني كثيراً بسبب الأوضاع الداخلية، الفلسطينية والاقليمية.
مصادر حمساوية قالت إن اجتماعات مكثفة عقدت منذ ما يزيد على شهر في الدوحة بين قيادات حماس، جرى خلالها التشاور بشأن الانتخابات الداخلية للحركة التي ستعقد بداية العام المقبل لانتخاب رئيس مكتب سياسي لحماس.
التنافس سيكون شديداً بين هنية وموسى أبو مرزوق، فالرجلين لهما حضور قوي داخل أطر حركة حماس وقد يكون هنية الأقرب لكي يوصله مجلس شورى حماس الى قمة قيادة الحركة ما سيدفع المكتب السياسي الجديد لتغيير قوانين تتعلق بمكان وجود الرئيس خارج الأراضي الفلسطينية منعاً لاغتياله من قبل اسرائيل وفي ظل حاجة هنية للبقاء في غزة.
المصادر قالت إنه لا توجد أي خلافات في الوقت الحالي وأن هناك شبه اجماع على أن مرحلة ما بعد مشعل ستكون الأمور الداخلية للحركة كما هي دون أي تغيير وأن ضغوطات شديدة لا زالت تمارس على مشعل للبقاء ضمن قيادة الحركة وهو ما يشير الى أنه قد يكون عضوا في المكتب السياسي أو أن يتولى مسؤولية أخرى داخل أطر الحركة.
المصادر أشارت الى أن هناك اجماع داخل حماس على ضرورة اجراء الانتخابات وتغيير رئيس المكتب السياسي وأن مشعل لم يمانع أبداً ذلك وهو الأمر الذي دفعه عام 2012 لإعلان نيته الخروج من منصبه في قيادة حماس الا أنه تحت ضغوط، تم اعادة انتخابه.
ولا يعرف كيف ستتعامل حماس بعد مرحلة مشعل بشأن علاقاتها مع إيران وحزب الله وسوريا ومصر وغيرها من العلاقات مع الإقليم في ظل حالة التجاذب الكبيرة في المنطقة. علما أن مشعل لا زال يعارض فتح علاقة جديدة مع طهران بسبب ما يجري في سوريا ونتيجة للخلافات والاشتراطات التي تضعها إيران على حماس لعودة التحالف بينهما.