هاجم عضو الكنيست، تساحي هنغبي، مساء اليوم الأحد، الاتفاق الذي أنجز في جنيف قبل وقت قصير، بين إيران والدول العظمى الست، قائلا إن الاتفاق أضفى شرعية على خطوات غير شرعية قامت بها إيران في السابق، موضحا “وافق الغرب، بموجب الاتفاق، أن يسمحوا لإيران بتخصيب اليورانيوم في مواقع نووية أقيمت خفية، وبسببها فُرضت العقوبات الاقتصادية على إيران. إنها هزيمة أخلاقية واستسلام”.
وقال هنغبي، المقرب من بنيامين نتنياهو، في مؤتمر لمعهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، خصّ الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى الست، أن إيران لم تبد استعدادها للتخلي عن برنامجها النووي، لكنها حصلت على تسهيلات، مضيفا “لا يوجد خلاف على أن إيران موجودة في نقطة زمنية مصيرية في طريقها إلى التحول إلى دولة نووية. الوقت المتبقي لكي تملك إيران أسلحة نووية لا يزيد عن أشهر قليلة”.
وحذر هنغبي قائلا إن “التهديد الإسرائيلي العسكري على إيران ما زال قائما ولا توجد نية لدى الجانب الإسرائيلي في التنازل. وقال عضو الكنسيت المقرب من نتنياهو “جميع الخيارات ما زالت على الطاولة” مشددا “إننا نستعد لجميع الخيارات، والاحتمالات زادت” في إشارة إلى عملية عسكرية ضد إيران.
وأضاف هنغبي، متطرقا إلى الموقف الإسرائيلي حيال الاتفاق النووي “هناك دعم لموقفنا في الكونجرس الأمريكي، ولدى دول أوروبية عظمى”، وقال هنغبي ” بالمقابل، يجب على إسرائيل أن تعزز المحادثات السرية بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
وهاجم رئيس الحكومة في السابق، إيهود ألومرت، والذي شارك في المؤتمر عينه، إدارة الحكومة الإسرائيلية الحالية للأزمة الإيرانية، ولا سيما أسلوب رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، والذي يركز مجهوده في انتقاد الإدارة الامريكية الحالية فيما يتعلق بالملف الإيراني.
وسأل أولمرت في نبرة هجومية: “من سيقف إلى جانبنا؟ هل سنحصل على المساعدة من بوتين؟”
وقال أولمرت إن التعاطي الإسرائيلي مع الأزمة الإيرانية، ولا سيما الحديث علنا وبصوت عالي عن الأزمة ضرّ بالموقف الإسرائيلي، مضيفا أنه “يجب على إسرائيل أن تدير الملف الإيراني بصمت وبسرية”. وتابع أولمرت أن هدف إسرائيل لم يتغيّر حيال إيران، ألا وهو “منع إيران نووية، لكن السياسة الإسرائيلية العلنية لا تصب في مصلحة هذا الهدف”.
وأضاف رئيس الحكومة سابقا أن إسرائيل لا تعرف تفاصيل الاتفاق بالكامل، مشككا في أن ثمة جزءا من الاتفاق ما زال سريا. ونصح أولمرت الحكومة الحالية بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وإقامة طاقم خاص لدراسة الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.
وقال عاموس يدلين، رئيس شعبة المخابرات العسكرية في السابق، في المؤتمر عينه، إن إيران وصلت “نقطة اختراق” فيما يتعلق بإنتاج قنبلة نووية. وأوضح يدلين أن التقدم الإيراني في برنامجه النووي لم يكن نتيجة للاتفاق الحالي مع الدول العظمى في جنيف، إنما هو نتيجة عملية استغرقت سنوات طويلة، لم يتوقف خلالها البرنامج النووي الإيراني.
وعن الاتفاق، قال يدلين “علينا أن نتذكر أن الاتفاق ليس اتفاقا نهائيا، إنما هو اتفاق أوليّ. لكن يوجد في الاتفاق تفاهمات ستشكل الاتفاق النهائي”. وعبّر يدلين عن قلقه حيال الموقف الأمريكي من إيران قائلا “لقد شاهدنا في جنيف ضعفا في إصرار الأمريكيين في معاجلة النووي الإيراني”، وأردف “لقد جاء الأمريكيون إلى جنيف كأن العقوبات مفروضة عليهم وليس على الإيرانيين”.