أعرب أمس رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، عن استعداداه للاجتماع بكل زعيم، بما في ذلك مع الإيرانيين. “سألتقي بالجميع… بما في ذلك إيران. أنا مستعد للالتقاء بكل من يرغب في هذا”، قال ترامب في لقائه مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي: “إذا نجحنا في تحقيق خطوة هامة فهذا رائع. لكن دون شروط مسبقة. إذا كان الإيرانيون يرغبون في اللقاء فسيتم ذلك”.
وقال ترامب في المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض: “يواجه الإيرانيون في الراهن حالة خطيرة”، وأضاف: “إذا كانوا يرغبون في الالتقاء معي، فسألتقي بهم في أي وقت يرغبونه”. وفق أقوال الرئيس الأمريكي: “هذه الخطوة جيدة لإيران وأمريكا والعالم. ليست لدينا شروط مسبقة”. وأوضح أنه يؤمن بأن الزعماء الإيرانيين سيختارون الالتقاء معه في مرحلة معينة، للبحث في بديل للاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في شهر أيار. حينها، وصف ترامب الاتفاق بـ “مضيعة للورق” موضحا أنه من دواعي سروره التحدث مع إيران حول “اتفاق أهم”.
نشير إلى أنه في الشهر الماضي فقط عرض وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، 12 شرطا لاتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران، بما في ذلك انسحاب إيران من الأراضي السورية، إنهاء التدخل الإيراني في اليمن، ووقف دعم إيران لحماس وحزب الله. تدل أقوال ترامب اليوم على أن الإدارة الأمريكية مستعدة لإجراء مفاوضات مع إيران حول اتفاق جديد، أو على الأقل الالتقاء مع زعمائها، دون أن تتحقق كل هذه الشروط أيضا. من جهة ترامب لقاء زعماء إيران لا يختلف عن لقائه زعيم كوريا الشمالية.
في هذا العام، فقدت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها بسبب الاقتصاد الضعيف، والصعوبات المالية في البنوك المحلية، والطلب الإيراني الكبير على الدولار بسبب الخوف من العقوبات الدولية. ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الإيراني أكثر في شهر تشرين الثاني، بعد أن تصبح العقوبات الأمريكية سارية المفعول.
بعد تعيين جون بولتون، المعروف بدعمه لخط إسقاط نظام الحكم الإيراني، لشغل منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، ازدادت التقديرات أن هذا هو الخط الذي ستعمل بموجبه الولايات المتحدة. وسارعت إسرائيل إلى الانضمام إلى هذا الهدف، فقد نشر نتنياهو، أمس الاثنين، مقطع فيديو يصف فيه الحياة الخطيرة في ظل الحكم الإيراني. ولكن هناك في الإدارة الأمريكية من يعتقد أنه يجب إجراء مفاوضات جديدة مع الإيرانيين حول اتفاق جديد يتعلق بالنووي. ليس واضحا إذا كان ترامب يؤيد هذه الفكرة أم أن الحديث يجري ثانية عن “زلة لسان”.