دُمّر سلاح فرط صوتيّ (hypersonic) طوّره الجيش الأمريكيّ بداية هذا الأسبوع بعد أربع ثوانٍ فقط من إطلاقه من قاعدة تجريبيّة في ألاسكا، بسبب عطل جرى تحديده في الطائرة، وفق تقرير البنتاغون. طُوِّر السلاح الفائق الفرط صوتيّ كجزءٍ من مشروع للتسبّب بـ “كارثة عالميّة تقليديّة فوريّة” (CPGS)، وقد أُعدّ من أجل أن يفي بالحاجة إلى تدمير أهداف بعيدة المدى بسرعة منخفضة بشكل خاصّ، وذلك عبر انطلاق الصاروخ من الغلاف الجويّ وعودته إليه في نقطة أخرى. يُعرَّف المشروع على أنه “سريّ للغاية”، وقد جرت تجربته مرارًا عديدة في الماضي، لكنّ مشاكل مختلفة كانت تتّضح كلّ مرّة.
يوم الإثنين، بعد فشل التجربة، قالت المتحدّثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، مورين شومان، إنّ الطائرة دُمّرت لعدم تعريض أمن المواطنين للخطر، وإنّ أحدًا لم يُصَب أثناء الحدث في مجمع كودياك للإطلاق في ألاسكا.
ولكنّ محلّلين في جميع أنحاء العالم ينسبون أهميّة خصوصيّة لتلك التجربة الفاشلة. فقد رأت مقالة نُشرت اليوم (الأربعاء) في الغارديان في تطوير هذا الصاروخ، الذي يسعى ليكون الأسرع في العالم، جزءًا من سباق تسلُّح تخوضه الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، والصين.
وفق ما جاء في المقالة، فإنّ روسيا والصين، القلقتَين جدًّا من تقدّم الولايات المتحدة في المشروع الفرط صوتيّ، لديهما هما أيضًا برامج مماثلة. فقد أجرت بكين تجربة أولى على سلاحٍ كهذا في كانون الثاني، فيما يُتوقَّع أن تفعل موسكو ذلك قريبًا. “جميع البرامج تتقدّم بسريّة فائقة، ودون رقابة شعبيّة”، ذكرت المقالة، وتابعت: “ما يُقلق أكثر هو كون الخبراء يدّعون أنّ استخدام أسلحة فرط صوتيّة يمكن أن يُظنّ خطأً هجومًا نوويًّا”. من المُخيف التفكير في السيناريوات المدمِّرة المحتمَل حدوثها إثر سوء فهمٍ كهذا، إذ أسوأها هو حرب عالميّة ثالثة تشمل استخدام أنواع مختلفة من السلاح غير التقليديّ.
تُثيرعواقب استخدام سلاح فرط صوتيّ نقاشًا يقظًا وحادًّا داخل الولايات المتحدة وخارجها. وكانت مجلّة “فورين بوليسي” قد أخبرت أنّ القلق من التقدّم الأمريكي أدّى إلى سلسلة من النقاشات الداخلية في الصين حول ما إذا كان عليها أن تنبذ سياستها الحاليّة بعدم استخدام سلاح نووي. بالتبايُن، لم تعُد روسيا معنيّة بتقليص ترسانتها النوويّة. “بناءً على كلّ ذلك، ربما من الأفضل لنا جميعًا أن يستمرّ فشل التجارب على السلاح الفرط صوتيّ”، جاء في الغارديان، ولا يسعنا سوى الموافقة.