إسرائيل تتخبط في مستقبل العلاقات مع النمسا على ضوء فوز حزب “المسيحي الديموقراطي”، وزعيمه سيباستيان كورتز، وزيادة فرص دخول حزب “الحرية” المتطرف إلى الحكومة: أكد مسؤولون إسرائيليون في تقرير رسمي وصل صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن حزب الحرية النمساوي (FPO) برئاسة هانس شتراخه ما زال يرفع شعارات معادية للسامية رغم محاولته إخفائها.
وجاء في التقرير أن الحزب نشر دعاية انتخابية السنة الماضية تظهر معارضته لعادات الذبح الشرعية، تشابه دعايات انتخابية لجأ إليها النازيون خلال حقبة الثلاثينيات القرن الماضي. كما وأن الحزب استخدم شعارات معادية للمسلمين تخفي ورائها شعارات معادية للسامية، في تلميحات لليهود في استخدام مصطلح “المافيا الاقتصادية”.
وكانت إسرائيل قد أعادت سفيرها لدى النمسا إلى البلاد في عام 2000 لأسباب مشابهة. ومن المتوقع أن يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي ضغوطا كبيرة لاتخاذ قرار مشابه في حال تشكل حكومة تضم نواب معادين للسامية فيها.
وعلى النقيض، يقول مسؤولون من حزب ليكود، إن شتراخه مؤيد لإسرائيل، ومنهم من يحث نتنياهو على إقامة علاقات مع هذا الحزب المتطرف. وبين هؤلاء، النائب يهودا غليك الذي التقى شتراخه قبل أشهر وقال إنه حصل على تعهد مكتوب منه لنقل السفارة النمساوية إلى القدس. وقام غليك بإرسال التهاني له في أعقاب الفوز.
وهناك من يقول في اليمين الإسرائيلي إن الحرب التي يشنها شتراخه ضد المسلمين تصب في مصلحة إسرائيل، وتعد سببا إضافيا للقبول بصداقته.
وقد سعى زعيم حزب “الحرية” إلى تلميع الصورة التي لصقت بالحزب أنه حزب معاد للسامية. فزار شتراخه إسرائيل مرتين، في عام 2010 و2016، وأجرى جولة في متحف الهولوكوست وألقى خطابا ضد أعمال النازيين والهولوكوست.
إلا أن هذه الخطوات الإيجابية لا تقنع جميع الإسرائيليين. فقد هاجم رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، الأصوات الداعمة لشتراخه قائلا إنه لا يفهم جهات إسرائيلية رسمية تريد التعاون مع أحزاب ومجموعات أوروبية تكره الأجانب وترفع شعارات معادية للسامية، مجرد لأنها تدعي دعمها لإسرائيل.
وقال ريفيلن: “يجب أن نكون واضحين في هذا الأمر. لا توجد مصلحة في العالم يمكن أن تبرر تحالف العار مع مجموعات ومسؤولين ينكرون مسؤوليتهم إزاء الهولوكوست.. ويسعون إلى إعادتها ضد كل غريب، لاجئ أو مهاجر في بلادهم”.