عجّ تويتر أمس بالنكات بسبب الصور المحرجة قليلا من البيت الأبيض: الرئيس ترامب يمسك بيد الرئيس الفرنسي، ماكرون، وكأنهما عاشقين، وينظف بقايا قشرة الرأس عن بذلته بكل سرور مثنيا عليه بأنه “مثالي”. رد الصحف الفرنسية على هذه الصور كان توجيه الانتقادات لماكرون، بسبب الاستياء من ترامب، وفي ظل العلاقات الودية التي تبدو بين كلا الزعيمين، ولكن قد تؤدي المعانقات والإمساك بالأيدي إلى أن يغادر ماكرون الولايات المتحدة محققا إنجازين هامين: بقاء ترامب في الاتّفاق النوويّ مع إيران، وإبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول.
تحدث ترامب كالمعتاد بشكل لاذع ضد إيران، موضحا موقفه ومعربا أن الاتّفاق النوويّ رهيب ومتوعدا الإيرانيين برد غير مسبوق في حال قرروا اختباره واستئناف برنامجهم النووي في حال انهيار الاتّفاق. رغم هذا، أشار إلى أنه مستعد للتفكير في الحل الذي تقترحه أوروبا للعمل مع إيران، لإنقاذ الاتّفاق النوويّ.
يجري الحديث عن ملحق غير واضح تماما ماذا سيتضمن. أكثر ما يثير قلقا لدى الإدارة الأمريكية الحالية، وإسرائيل، وجهات أخرى في المنطقة، مثل السعودية، هو أن يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بعد انتهاء صلاحية الاتفاق، وأن يتم الإخلال بمراقبة نشاطاتها النووية، وبرنامج صواريخها الباليستية. ليس واضحا إذا كانت الصيغة الفرنسية المقترحة تلبي هذه المخاوف.
أوضح ماكرون لترامب أيضا أن على الولايات المتحدة أن تُبقي قوات عسكرية أمريكية ضيئلة في سوريا رغم أن ترامب يعارض هذا، مشيرا إلى أن السعودية وقطر يجب أن تمولا بقاء القوات هناك. ربما في هذه الحال أيضا، نجح الرئيس الفرنسي في إقناع ترامب أن الحديث يجري عن نقطة هامة.
تشهد المنطقة توترا استعدادا للموعد الذي يتوقع فيه أن يقرر ترامب إذا كان سيصادق على الاتفاق أو سينسحب منه وذلك بتاريخ 12 أيار. ومن المعروف أن التوتر بين إسرائيل كبير جدا دون علاقة بقضايا أخرى. قد يكون عدم اليقين في الأسابيع القادمة خطيرا ولكن يبدو أننا سنعرف قريبا ما الذي يخططه ترامب وماذا سيحدث في المنطقة.