يُعتبر النمو السكاني في الشرق الأوسط من الأسرع في العالم، ولهذا يزيد الطلب على المياه، وتحديدًا من أجل الزراعة ولكن للاحتياجات البيتية والصناعية أيضًا. تُعتبر كمية المياه الموجودة في المنطقة محدودة وتتناقص مع مرور الوقت بسبب تغيّر المناخ، وعلى الرغم من ذلك فهي تُبذر دون اهتمام، الأمر الذي يزيد التوتر بين الدول فيما يخص المياه، فيحظى مجال المياه بحيز كبير في أية اتفاقية يتم توقيعها في الشرق الأوسط (وبما في ذلك اتفاقيات السلام بين الأردن وإسرائيل، وبين إسرائيل ومصر، وبين إسرائيل والفلسطينيين).
ولكن، ربما تعرف إسرائيل الحل لضائقة المياه الخاصة بالري الزراعي. فأظهر بحث أجرته سلطة المياه الإسرائيلية أن 87% من مُجمل مياه الصرف الصحي التي تمت تنقيتها يُمكن استغلالها للزراعة في إسرائيل. يضع هذا الأمر إسرائيل في مُقدمة الدول في مجال تحلية المياه المُخصصة للزراعة، وتأتي بعدها إسبانيا، التي تستغل 20% من مياه الصرف الصحي.
تُشير المُعطيات إلى أن إسرائيل تستخدم كمية تصل إلى 419 مليون متر مكعب من مياه الصرف سنويًا، وتشكل هذه الكمية ثلث كمية المياه التي تحتاجها للزراعة وخمس كمية استهلاك المياه بشكل عام. تمر نصف كمية مياه الصرف الصحي في إسرائيل بعملية تنقية متطورة ويُمكنا استخدام هذه المياه للري الزراعي بحرية وهي تلائم كل أنواع المزروعات، وذلك في أعقاب التطور الذي طرأ على عمليات التنقية وتوسيع حيز استغلال المياه الناتجة عن منشآت تحلية الماء.
يُتوقع، في حال تبنت دول المنطقة هذا النموذج الإسرائيلي الذي يتضمن تحويل مياه الصرف الصحي للمعالجة من قبل مؤسسات الصرف الصحي والمجاري، وتحسين وتطوير منشآت تحلية المياه، ومنع تسرب النفايات الصناعية إلى المجاري، أن يُحسن هذا الأمر كل ما يتعلق بموارد المياه في الشرق الأوسط بأكمله، وأن يساعد على الحفاظ على مصادر المياه الموجودة والضرورية للحياة في المنطقة.