رافق رجالُ حماس يوم أمس النشطاء الفلسطينيين والأوربيين الذين خرجوا في مركب من ميناء غزة، وذلك بهدف “كسر الحصار” البحري الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد منع عناصر حماس المواجهة بين النشطاء وبين سفن السلاح البحري في محاولة للحفاظ على التفاهمات التي تم التوصل إليها بعد حملة “عمود السحاب”.
وجاء على لسان الجيش الإسرائيلي أن حقيقة منع أعضاء حماس المواجهة بين النشطاء وبين محاربي سلاح البحر ليس مفاجئا. ففي الأشهر الأخيرة، ومنذ حملة “عمود السحاب”، تحاول حماس غالبًا العمل بموجب التفاهمات التي تم التوصل إليها مع إسرائيل، وتمنع المنظمات المتمرّدة من إطلاق القذائف تجاه إسرائيل.
وتطرق قائد كتيبة غزة، العميد ميكي إدلشطاين، إلى الموضوع بإسهاب وكشف مؤخرا عن أن حماس تحوّلت إلى جهة شرطية يعمل فيها 800 مقاتل على مدار الساعة، وذلك بهدف إحباط عمليات إرهابية وإطلاق قذائف على إسرائيل. وذكر العميد ميكي إدلشطاين، في حديثه مع سكان التفافي غزة، المصالح المشتركة بين إسرائيل وحماس.
وأضاف القائد الإسرائيلي أيضًا أن حماس وافقت على أن ينشط الجيش الإسرائيلي في إطار 100 متر داخل قطاع غزة. وأوضح قائلا: “تعرف حماس حاليًا الأماكن التي نعمل فيها، ونخبرها بذلك مسبقًا، وهي تهتم بحضور نشطائها في الجهة الأخرى للحفاظ على الهدوء”.
يجدر الذكر أنه لا يوجد جهاز تنسيق منظَّم بين حماس وإسرائيل. ثمة تقنيّة واهنة لتمرير الرسائل عبر مصر، ولكن المحاولة لخلق تعاون استخباريّ لم تنجح حتى هذه اللحظة.
وحذر منسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية، اللواء إيتان دنغوت، في العديد من اللقاءات التي جرت الأسبوع الماضي في بروكسل مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، من حدوث “كارثة إنسانية في غزة”. هذا ما جاء في برقية تناولت لقاءات دنغوت في الاتحاد.
وتطرق دنغوت، الذي وصل إلى بروكسل بمبادرة السفارة الإسرائيلية في المدينة، إلى النقص الحاد في الوقود وأزمة إنتاج الكهرباء في غزة، الأمر الذي يلحق الأذى وفقًا لأقواله بـ “تزويد الطاقة للسكان عامة، ويؤثر في الاقتصاد المنزلي الخاص وفي المباني العامّة مثل المستشفيات”، حسب ما جاء في البرقية.
وعَزا دنغوت أزمة الطاقة الحادة في غزة إلى الخلاف بين مصر وحماس، حيث تخوض القاهرة نزاعًا غير قابل للتسوية في قضية أنفاق التهريب. “تنظر مصر إلى حماس كعدوّ”، قال دنغوت جازِمًا.
أمّا المسألة الأخرى التي طُرحت في البيان الموجز الذي أصدره دنغوت فتتعلق بقرار وزير الأمن موشيه (بوغي) يعلون بالنسبة لوقف إدخال مواد بناء إلى القطاع، في أعقاب الكشف عن أنفاق الإرهاب قبل شهر بجوار كيبوتس “عين هشلوشاة”. وأوصى دنغوت يعلون بالمصادقة على تمرير موادّ بناء لمشاريع المجتمع الدولي.
وعمل وزير الأمن، موشيه (بوغي) يعلون، هذا الأسبوع بموجب النصيحة، وأتاح إدخال مواد بناء لعدّة مشاريع كبرى تنظمّها منظِّمات دولية في قطاع غزة.