حتى اليوم، كان من المعتاد التفكير أن الإسرائيليين يحبون الأكل في المطاعم. في كل أسبوع يُبشَّر سكان تل أبيب بطاهٍ جديد يفتح مطبخ مطعم فاخر وجديد لمتعة الجمهور. ولو ذهبت كل يوم إلى مطعم آخر في تل أبيب، فلن تستطيع زيارة جميع المطاعم فيها حتى بعد عشر سنوات! لكن، بسبب الأعداد الهائلة بالذات من المطاعم في إسرائيل، هناك مِنْ محبي الأكل مَنْ ملّ من زيارة المطاعم.
أنشِئت مبادرة جديدة تُسمى eatwith من أجل هؤلاء الناس بالذات، مِنَ الذين يحبون الأكل اللذيذ لكنهم يكرهون المطاعم. الفكرة كما يلي: بدلا من الأكل على طاولة المطعم، يأكل الزبائن على طاولة الطباخ الخاصة. تتيح المبادرة أن يستضاف الزبون في ردهة خاصة بأمهرِ الطهاة المحترفين، أو الطباخين البيتيين الأكثر تلهفا، والحصولَ على وجبة حميمية وخاصة.
eatwith هي مبادرة تُقام في أكثر من 150 مدينة في 34 دولة في أرجاء العالم، من قبل طباخين يستضيفون زوارًا في بيوتهم. في العالم العربي، لن تجد بعد مستضيفين من eatwith، لكنهم يعملون في تركيا، روسيا، اليابان، البرازيل، كرواتيا وعشرات غيرها من المدن.
حسب المعطيات، 4% من الطلبات التي يُطلب فيها من الطباخين أن ينضموا للمبادرة تحظى بالقبول، مما يُساهم في المحافظة على حصرية عالية. هناك من بين الطباخين طهاةٌ مهنيون، ومنهم من يريد الاستضافة في بيته كي يتعرف إلى أناس جُدد.
بدأ يشق مؤسسو المبادرة الإسرائيليون طريقهم في إسرائيل، ومن ثم توسعوا حتى برشلونة، وتعمل مكاتب الشركة الآن في الولايات المتحدة. في بداية الطريق كان هدفُ المبادرة هو تمكين السياح من التعرف على الثقافة المحلية، لكن مع الوقت تبين أن المحليين بالذات في كل دولة ودولة هم الزبائن الأكثر تلهفا للمبادرة. يتحمس الطباخون، من جهتهم، من فرصة التعرف على أناس بأسلوب غير تقليدي من الاستضافة في بيوتهم.
إن المستضافين في إسرائيل هم من عدة خلفيات: طاه يطبخ لمستضافيه وجبة نباتية معتبرة، زوجان من السحاقيات ملتا العمل في المطاعم وفتحتا بيتهما للجمهور العريض، مضيف في شركة الطيران الإسرائيلية يريد التعرف على أناس حول العالم عن طريق الأكل، وسيدة عربية تقدم في بيتها في يافا تشكيلة من الطعام العربي. وما هذه إلا عيّنة صغيرة من ذلك التنوع.
وإذا كان الأمر كذلك، إن كنتم ترغبون بزيارة إحدى الـ 34 دولة التي تُقام فيها المبادرة، وتريدون التعرف على الثقافة المحلية عن طريق الفم، لكن ليس في المطعم- فإن مبادرة Eatwith هي ما يناسبكم خير مناسبة.